لماذا يوجد عدد قليل جدًا من مطوري البرامج من الإناث؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

Featured Image

لماذا يوجد عدد قليل جدًا من مطوري البرامج من الإناث؟

هذا مقال في موقع غربي متخصص في البرمجة يبحث في هذه المعضلة، ويضع لها حلولا.

ولكن مهلا أين المعضلة؟

النساء لا يرغبن بالدخول في هذا من التخصصات لأمر عائد لطبيعتهن الأنثوية لم يجبرهن أحد على شيء.

الجواب: في الثقافة الغربية الحقوقية الحديثة لا يوجد شيء اسمه فطرة ذكورية أو فطرة أنثوية هذه (أنماط جندرية) يجب كسرها جاءت من المجتمع، ولهذا يقبلون بأمر الشذوذ إذ لا يوجد شيء يشذ عنه المتحول جنسيا أو من يفعل الفاحشة مع الجنس نفسه.

ويرى هؤلاء الغربيون أن مجال نرى فيه (فجوة) بين الجنسين فإن ذلك من آثار تلك الثقافة المتخلفة البائدة -أو التي ينبغي أن تبيد- فلا بد من سد هذه الفجوة، حتى لا تتخذ هذه الفجوة دليلا على وجود فطرة ذكورية وأخرى أنثوية، الشذوذ عنها لا يضرها بل يؤكدها.

كثير من الناس لا يفهم هذه الفلسفة الحقوقية المتناقضة، ولكن تقدم له بعض الشعارات التي يهتز أمامها كثيرات لا يعلمن أن تحرير المرأة أو تمكين المرأة أو مشاركة المرأة يراد منه إلغاء المرأة، بمعنى إلغاء خصوصيتها الأنثوية وإشغالها بهاجس أنها يمكن أن تفعل كل ما يفعله الرجل، وهذا أمر مرهق ومجهد نفسيا وبدنيا أكثر من كثير من الظلم التقليدي، ولكن الاعتراف بهذا صعب على كثيرين.

من يتشبع بشيء من بذور هذه الثقافة يتولد عنده قدر كبير من الشبهات على الأحكام الشرعية التي تقول هذا يصلح للذكور ولا يصلح للإناث (كأمر القضاء والجهاد وغيرها)، وأما أحكام هذا يصلح للإناث ولا يصلح للذكور (كلبس الحرير والتحلي بالذهب وغيرها)، فهذه لا يعترض عليها كثيرا في مجتمع محافظ، يكون حصان طروادة فيه لنشر ثقافة الشذوذ وكسر الأدوار الجندرية هو (حقوق المرأة) و (مظلومية المرأة).

رأيت مقالا لرجل ألماني يتكلم عن محاسن مجتمعات الشرق الأوسط، وما الذي ينبغي أن يتعلمه الغربي من أهل الشرق الأوسط، فذكر أمورا عديدة، وذكر منها أنه وجد مبرمجات في إيران أكثر من المبرمجات في ألمانيا بكثير، ومقاله هو الذي قادني للبحث في المسألة.

وهذا حقيقي كثير من البلدان الشرق أوسطية تحقق في فروع ثقافة الجندر التي تؤمن بها أكثر من بلدان غربية تؤمن بهذه الثقافة، ولذلك عدة أسباب من أهمها عقدة النقص ومحاولة إثبات أننا لسنا ضد المرأة، وأيضا الخطاب الشرعي التلفيقي الذي ينقض الثقافة الجندرية، ولكنه يتصالح مع بعض افرازاتها، وهذا هو حد الواقعية عنده (والحق أن الجمع بين النقيضين هو أبعد شيء عن الواقعية).

وتحت ضغط (كسر الأدوار الجندرية) سيتم التساهل مع الإناث ليدخلن تخصصات معينة، فيقبل منهن ما لا يقبل من نظرائهن الذكور، ليقال أننا لسنا مع الفكر القديم المتخلف.