للأخوة المهتمين بملف الرق

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

هنا افادة هامة حول موضوع عورة الأمة الذي يفهمه كثيرون غلطا

قال الماوردي في الحاوي :” وَأَصْلُ هَذَا اعْتِبَارُ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ. فَجِوَارِي الْخِدْمَةِ مُبْتَذَلَاتٌ، فَالْعُرْفُ فِي كِسْوَتِهِنَّ أَنْ تَكُونَ أَدْوَنَ، وَجِوَارِي التَّسَرِّي مَصُونَاتٌ لِلِاسْتِمْتَاعِ، وَالْعُرْفُ فِي كِسْوَتِهِنَّ أَنْ تَكُونَ أَرْفَعَ”

فالجواري قسمان جواري يوطأن وهؤلاء يعتنين بأنفسهن كالحرائر فهؤلاء لباسهن قريب من لباس الحرائر حتى قال أحمد وهو من أتبع للسلف في الجارية أنها تنتقب

وقسم آخر مبتذلات أي أنهن يخدمن فقط ولا يوطأن وبسبب أعباء الخدمة وعدم الزينة يكون في هيتئن ابتذالا فيخفف عنهن في أمر اللباس لأن النفوس لا تتبعهن كما يخفف عن القواعد من النساء ولأنهن يعانين من أمر الخدمة ما لا يعاني سواهن

ولهذا شاهد بعض الفقهاء في الأزمنة المتأخرة لما جاءت جواري لا تؤثر المهنة في حسنهن أنهن يحتجبن كالحرائر كما قال ابن تيمية في الإماء التركيات

وقال الجرداني الشافعي في فتح العلام (٢/١٤٧): والأصح عند المحققين كما في المنهاج أن الأمة كالحرة لاشتراكهما بالأنوثة وخوف الفتنة بل كثير من الإماء يفقن أكثر الحرائر جمالا .

أقول : وهذا باعتبار نظره لعصره وإماء عصره

وَمِمَّا يؤكد ما مضى إنكار عمر على أمة رآها متزينة – وهم دائما يذكرون آثاره في الباب –

قال عبد الرزاق في المصنف 5061 – عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ، رَأَى جَارِيَةً خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ مُتَزَيِّنَةً عَلَيْهَا جِلْبَابٌ، أَوْ مِنْ بَيْتِ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عُمَرُ الْبَيْتَ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالُوا: أَمَةٌ لَنَا، أَوْ قَالُوا: أَمَةٌ لِآلِ فُلَانٍ فَتغَيَّظَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «أَتُخْرِجُونَ إِمَاءَكُمْ بِزِينَتِهَا تَفْتِنُونَ النَّاسَ»

فهنا عمر يغضب على أمة خرجت متزينة واعتبر ذلك فتنة للناس، وقد صرح الراوي بأنها مجلببة يعني لم تكشف شيئاً من جسمها وإنما الزينة في شيء آخر فكيف إذا كشفت ؟

وقال الطبراني في الكبير 309 – حدثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب قال خرجت جارية لسعد يقال لها زيرا وعليها قميص جديد فكشفتها الريح فشد عليها عمر رضي الله عنه بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله عمر الدرة وقال : اقتص فعفا عن عمر رضي الله عنهما.

وهذا إسنادٌ حسن للخلاف في عمرو بن مرزوق، وهو صريح في الدلالة على المقصود ، فإن عمر أراد معاقبة تلك الجارية لما رأى أنها تكشفت مما يعرض المسلمين للفتنة .

وأما اليوم فتكشف حتى ما لا يحل للقواعد كشفه وتلبس ما يصف العورة ويحجمها وتتزين زينة إنما تصلح للزوج ثم تكلمك في بعض تفاصيل الحجاب وحالها محرم باتفاق

هذا يحل إشكالات عديدة وقد كنت كتبت قديما في الموضوع ولكن تحصلت عندي إفادات جديدة فذكرتها هنا والكتابة القديمة هذا رابطها

http://alkulify.blogspot.com/2014/05/blog-post_8508.html?m=1