هكذا عنون موقع غانا ويب مقاله الذي يتحدث فيه عن دور بريطانيا و حكام غانا في سرقة الثورة الصناعية لهذا البلد
يقول الكاتب: في حين أن معارضي الاستقلال في افريقيا يتوقعون عودة القارة الى الادغال اذا حكمتها الشعوب ، فإن غانا لا تضيع الوقت في دحض هذه “النبوة”
و بدلا من ذلك ، بتمويلها الخاص و مواردها البشرية و التقنية و مساعدة الولايات المتحدة الامريكية و دول اخرى حول العالم فهي تعمل على مدار الساعة لبناء اقتصاد صناعي لم تره افريقيا المستعمرة من قبل ..(عزيزي القارئ، الانطلاقة الصناعية المتوقعة لغانا سنة 1964، مخططات تطوير نكروماه بدؤوا في الاتيان بثمارهم لغانا …
للأسف، كل هذا النجاح و الوعود ، الانطلاق و الثورة الصناعية تمت سرقته من الغانيين) ( تقرير مجلة إيبوني- ماي 1964، و تعليق البروفيسور لونغو ، 2 جوان 2016(
المهم في المقال هو تدخل الCIA وكالة الاستخبارات الامريكية و دعمها لانقلاب عسكري مما جعل الثورة الصناعية تتوقف حيث يقول :
بالنسبة لغانا،فإن فترة 1962-1965 تعتبر فعليا بداية ازدهار الثورة الصناعية ” يعني الى غاية الانقلاب العسكري المدعم من طرف الCIA سنة 1966
ولسوء حظ الغانيين و الثورة الصناعية الغانية فإن أحد الأسباب الرئيسية الموثقة في وثائق الادارة الامريكية للانقلاب على نكروما كوامي هو التالي:
إدارة جونسون و السي اي ايه الذين يعتبران في الوقت نفسه ان مارتن لوثر كينغ شيوعيا لم يريدا مطلقا أن يتلقى نكروما كوامي أي قرض للحصول على رأس مال سياسي في عقول الغانيين و الأفارقة من أجل المشروع الصناعي الأكبر في جنوب الصحراء الافريقية الكبرى .
هذا المشروع ، سد أكوسومبو الكهربائي المائي ، كان مخططا له ان يكون المحرك الرئيسي لغانا ” انطلاقة صناعية ” أعد للشروع رسميا في 22 يناير 1966 ..لكن بعده بشهر و يومين تمت الاطاحة بنكروما كوامي .
المثير في الأمر أن اموال هذا المشوع استعملتها بريطانيا في تمويل أحد مشاريعها العملاقة – غولد كوست – في سنغافورة سنوات الثمانينات
حيث اخذت 25% الظرف المخصص للمشروع الغاني و المقدر ب ب60 مليون جنيه استرليني و هي تكلفة مشروع السد الذي كان سيقيمه الرئيس المطاح به نكروما كوامي
خلاصة الموضوع ان امريكا رائدة التطور في العالم دعمت انقلابا عسكريا على رئيس كان ينوي احداث ثورة صناعية في بلده و بريطانيا استفادت من اموال المشروع و نهبتها لتمويل مشاريعها الاقتصادية في مستعمراتها الاخرى .