لطيفة في اقتران اسم الله الغني مع اسم الله الحميد

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد}[البقرة].

بعض الناس إذا سمع النصوص في الحث على الصدقة يقول في نفسه: “لو شاء الله لرزقهم” فيقال له: الله غني عن صدقتك. وحقاً لو شاء لرزقهم، والصدقة هو يثيب عليها ولا يفتقر إليها ولكن جعل هذا ابتلاءً.

وهو أيضاً {حميد} سبحانه، حميد في أنه هو الذي رزقك، فمن حمدك له أن تتصدق على الفقير فتحسن له كما أحسن الله إليك.

وهنا نقض عقيدة الربوبية الذين يعتقدون أن الله عز وجل خلق الكون وتركه، فأثبتوا له صفة الغنى، ونفوا عنه أنه {حميد} يرزق عباده بالوحي والعلم والمال، ويجب عليهم شكره على ذلك سبحانه وتوحيده.

وكثير من الملاحدة يقول لماذا خلق الله الخلق أليس غنياً عن العالمين؟

فيقال: خلقه لهم توكيد على افتقارهم إليه لا العكس، وخلقه لهم أكمل من عدم خلقه، ثم إنه إن خلق وأنعم ظهرت آثار اسمه الحميد والرحيم والعفو والغفور والمنان.

وظهرت آثار صفات الجلال مِن أن مَن لم يؤد حقه يأخذه بعزته واقتداره.