قال عبد الله بن الإمام أحمد في مسائله عن أبيه 738 :
سَأَلت ابي عَن رجل يملك خمس مائَة
دِرْهَم وَهُوَ رجل جَاهِل أيحج بهَا أم يطْلب الْعلم ؟
قَالَ لَا يحجّ , لِأَن الْحَج
فَرِيضَة وَطلب الحَدِيث عَلَيْهِ فَرِيضَة وَيَنْبَغِي لَهُ ان يطْلب الْعلم.
أقول : هذا أثر جليل عن الإمام أحمد فيه تقديم العلم على القول والعمل
لكي تكون العبادة على الاتباع
وإذا كان في عبادة الحج وهي عبادة لازمة ، فكيف بالعبادات المتعدية كالدعوة
إلى الله أو الجهاد في سبيل الله فذلك تقدم العلم عليه آكد وآكد فإن من قام به بغير
علم أفسد أكثر مما يصلح
قال الله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (1/154) :” واذا كانت الدعوة
الى الله اشرف مقامات العبد واجلها وافضلها فهي لا تحصل الا بالعلم الذي يدعو به واليه
بل لا بد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم الى حد يصل اليه السعي ويكفي هذا في شرف
العلم ان صاحبه يحوز به هذا المقام والله يؤتي فضله من يشاء “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم