لا يقنطك ذنبك ويبعدك عن طلب العلم

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

الكثير من الشباب يبدأ في طلب العلم ويُحَصِّل قدراً طيباً منه ثم تقع منه كبوة فتكسره.

وتجده بعد ذلك يرى نفسه ليس أهلاً للعلم، ويدخُل عليه الشيطان بذلك، وأنك لست أهلاً للعلم والتعليم أو غيره وقد وقع منك ما وقع.

قال تعالى: {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (٢٤) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (٢٥) يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}[ص].

هنا نبي الله داود وقع منه ذنب فاستغفر الله وخر راكعاً وأناب فبشره الغفور الودود بأن له زلفى وحسن مآب، وهذا معناه أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ثم بعدها جاء الأمر له بأن يحكم بين الناس بالعدل.

والحكم بين الناس لا يكون إلا بعلم، فكأنه يقول لأهل العلم إن ذنبك لا ينبغي أن يقنطك ويعزلك بل استغفر الله واحكم بين الناس بالعدل.

وأما مقولة (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) فلا محل لها هنا، فالذنوب تتفاوت، والتائب المستغفر أو المصر ليس كالمصر المجاهر.