لا يحل وطؤ الجارية المخطوفة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الرملي الشافعي في نهاية المحتاج (8/72) :” وَحَاصِلُ الْأَصَحِّ عِنْدَنَا أَنَّ مَنْ لَمْ يُعْلَمْ كَوْنُهُ مِنْ غَنِيمَةٍ لَمْ تُخَمَّسْ يَحِلُّ شِرَاؤُهُ وَسَائِرُ التَّصَرُّفَاتِ فِيهِ لِاحْتِمَالِ أَنَّ آسِرَهُ الْبَائِعَ لَهُ أَوَّلًا حَرْبِيٌّ أَوْ ذِمِّيٌّ فَإِنَّهُ لَا تَخْمِيسَ عَلَيْهِ، وَهَذَا كَثِيرٌ لَا نَادِرٌ، فَإِنْ تَحَقَّقَ أَنَّ آخِذَهُ مُسْلِمٌ بِنَحْوِ سَرِقَةٍ أَوْ اخْتِلَاسٍ لَمْ يَجُزْ شِرَاؤُهُ إلَّا عَلَى الْقَوْلِ الْمَرْجُوحِ أَنَّهُ لَا تَخْمِيسَ، وَقَوْلُ جَمْعٍ مُتَقَدِّمِينَ ظَاهِرُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عَلَى مَنْعِ وَطْءِ السَّرَارِي _ يعني الجواري _ الْمَجْلُوبَةِ مِنْ الرُّومِ وَالْهِنْدِ وَالتُّرْكِ إلَّا أَنْ يُنَصَّبَ مَنْ يَقْسِمُ الْغنائم وَلَا حَيْفَ يَتَعَيَّنُ حَمْلُهُ عَلَى مَا عُلِمَ أَنَّ الْغَانِمَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ”

وهذا موجود في عدد من كتب الشافعية ومعناه أن الجواري المخطوفة لا يحل وطئها ، وإنما توطأ جواري الغنائم في الحرب بشرط انطباق الشروط الأخرى كأن يكن من أهل الكتاب

وهذا الأمر لا يتنبه له كثيرون ممن يتكلم في هذه المسألة لأن الكثير ممن يتكلم فيها ليس له نظر عميق في كتب الفقه الإسلامية

واعلم رحمك الله أن النساء اللواتي يجلبن للاتجار بهن جنسياً في عدد من بلدان أوروبا عددهن كبير جداً ففي بلد كهولندا تجلب إليه سنوياً 6000 آلاف امرأة للاتجار بها جنسياً ولا مقارنة بين الرق القديم والاتجار الجنسي العصري هذا مع أنهم يجرمون الفعل ولكن من يدان قلة قليلة كما تقول ذلك صحفهم وهذا عدد قليل

ففي أمريكا التي تعد مقراً للكثير من منظمات حقوق الإنسان إيرادات تجارة البشر سنوياً تقدر ب9 مليار ونصف

وقد قرأت قبل أيام عن رجل هولندي تاجر بتسعة نساء مجريات فحكم عليه بتسعة سنوات يعني كل واحدة منهن أجبرها على البغاء عوقب عليها بعام واحد فقط وأظن أن مؤيدي نظرية السجون التي كالفنادق سيسرهم كون هذا الرجل بعد كل ما ربحه من عمله الجشع سيجلس في غرفة كأنها جزء من فندق فخم !