قال أبو داود في سننه 2567 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ أَبِى الْخخَيْرِ عَنِ ابْنِ زُرَيْرٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ – رضي الله عنه – قَالَ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا.
فَقَالَ عَلِىٌّ لَوْ حَمَلْنَا الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ فَكَانَتْ لَنَا مِثْلُ هَذِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ.
أقول : هذا إسناد قوي وفي الخبر فائدة، وهي أن كثيراً من الناس قد يغتر بالفائدة العاجلة لفعل ما ويدعو إلى تعميمه وفي تعميمه ضرر لا يدرك إلا مع مرور الزمان فيأتي الوحي مقوماً لمثل هذا الرأي
فعلي رغب في أن يكثر التهجين لما رأى غبطة النبي صلى الله عليه وسلم بتلك البغلة التي أهداها له فأراد أن يكثر التهجين بحمل الحمير على الخيل لينتجوا المزيد من البغال فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا فعل الذين لا يعلمون وذلك أن البغال تكون عقيمة وفي السعي في الإكثار منها مع عقمها جناية على الجنسين الخيل والحمير
لهذا اعلم أن الوحي علم الله وعلمنا ليس بشيء أمام علم الله فتعلم ألا تعارض السنن بالرأي
ويؤخذ من الخبر بدلالة الإشارة أن كل مشروع هجين ثمرته عقيمة ويفعله من لا يعلم
فالخلط بين الإسلام والمفاهيم الحداثية الإنسانوية أو الديمقراطية أو الداروينية أو الرأسمالية أو الاشتراكية وغير ذلك من التهجينات الفكرية كل ذلك ثمرته عقيمة لا بقاء لها ويسعى في تعميمها من لا يعلم وإن وجد فيه البعض منفعة حاضرة ، فالوحي مكتف بذاته فلا حاجة إلى أن تعامله على مفتقر وتزيد على ذلك أن تأتي بنتاج هجين بين بعض الوحي وهذه الأفكار البشرية التي نشأت في بيئة معينة وظروف معينة فلا تحمل علم الله على جهل الناس ثم تقول تجديد وحداثة.