لا بد أن يصدر منك ما يدل على أنك طالب للحقيقة راغب بها

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

في قصة البقرة التي في ثاني سُوَر المصحف أمرهم الله عز وجل أن يذبحوا بقرة معينة ويضربوا بعضها بالميت لكي يحييه الله ويخبرهم مَن قتله

مع أن الله كان قادرًا على أن يحييه دون هذا

وكان معهم موسى عليه الصلاة والسلام كان من الممكن أن يوحي الله تعالى إليه بحل القضية وينتهي الأمر

ولكن العبرة في الموضوع أنه حتى مع وجود نبي يتواصل مع الله مباشرة فلا بد أن يصدر منك أيها المكلف ما يدل على أنك طالب للحقيقة راغب بها لكي تستحقها

ولو كان الأمر بالدعاوي لقال الكل أنهم بقلوبهم يريدون الحق فلا بد من امتحانٍ بعمل يظهر فيه الصادق مِن المدعي ويبطُل فيه تحجُّج الكاذب

سوق الحق موجود والوصول إليه ممكن ولكن هل بذلت الثمن الذي تستحق به بلوغه

قد يعمى المرء عن الحق مع قربه منه ورؤيته لبراهينه المتنوعة واعتبِر ذلك بأبي لهب وصناديد قريش

وقد يسوق الله الحق لبعيد واعتبر ذلك بالنجاشي

ولا زالت القصة تتكرر