كيف تجيب من دعاك إلى باطل ( من نفائس الإمام المجدد ) ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جاء في الدرر السنية (13/ 146) :

” قال الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله: قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ
اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ
أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ
وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
بِالْحَقِّ} آية: إلى قوله {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}

فيه مسائل: تجاوب بها من أشار عليك بشيء تصير به مرتدا:

الأولى:{أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا} ، يعني: كيف تدبر عن هذا وتقبل على هذا؟ .

الثانية:{وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا
بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} ، كيف إذا تصور التائه في المهامه التي تهلك إذا هدي إلى الطريق، ورأى
بلده ينحرف على أثره في المهلكة؟

الثالثة: مشابهة من
استجاب إلى الغيلان إذا دعته، مع علمه بأنها ستهلكه.

الرابعة: إذا زعم الداعي أنه ناصح مرشد للهدى – مع علمك أنه مضاد لهدى الله – قولك:
{إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} .

الخامسة: إجابتك إياه
أني مأمور بالإسلام لرب العالمين، كيف أوافقك على التبرؤ من ذلك؟ !

السادسة: أني مأمور
بإقام الصلاة، ولا يمكنني إقامتها

فيما تدعوني إليه.

السابعة: أني مأمور
بمخافة الله واتقائه، وأنت تدعوني إلى ترك ذلك.

الثامنة: أنك تأمرني
بمقاطعة ومعاداة من ليس لي عنه ملاذ.

التاسعة: أن المسألة
التي تدعوني إلى تركها هي التي لأجل فعلها خلقت السماوات والأرض.

العاشرة: أن الذي تدعوني
إلى التهاون بأمره والاستهزاء به، لا بد من يوم يقول له فيه: كن فيكون، مع عظم شأن
ذلك اليوم.

الحادية عشر: أن {قوله الحق} لا خلاف فيه، وقد قال
فيما تأمرني به من الوعيد ما قال، وفيما تنهاني عنه من الوعد ما قال.

الثانية عشر: أن الملك
كله له يوم ينفخ في الصور، فكيف تؤثر عليه مالا أو حالا أو جاها أو غير ذلك؟

الثالثة عشر: أنه عالم
السر وأخفى، فكيف لي بفعل ما تأمرني به وهو لا يخفى عليه؟ !

الرابعة عشر: أنه الحكيم
الخبير، فلا يتصور أنه يشتبه عليه من يعصيه بمن يطيعه، ولا يتصور أنه يجعل من أطاعه
كمن عصاه; لأنه الحكيم الخبير يضع الأشياء في مواضعها. والله أعلم”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم