كلمة نبوية مباركة في نقض الوسواس «نحو وضوئي»…

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البخاري في صحيحه: “164- حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد، عن حمران، مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: «من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»”.

والحديث في صحيح مسلم.

قوله ﷺ: «نحو وضوئي» فيه تخفيف قاطعٌ للوسواس، فكثير من الموسوسين ترى وسواسه في الطهارة، ويحسب أنه إن لم يتوضأ وضوءاً دقيقاً جداً فإن وضوءه لا يصح. 

وهنا النبي ﷺ يتكلم عن الفضل وليس مجرد الإجزاء أو الصحة، ومع ذلك هذا الفضل العظيم ترتب على «نحو وضوئي»، فما بالك بالصحة، لا شك أنها تترتب على أقل من ذلك.

وهذا من تأمَّله وجده قاطعاً لشجرة الوسواس من عروقها، وهذا الأمر كثير في الناس، فلا ينبغي الاستهانة به، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 

وكل ما في الفقه من وجود صفة مستحبة وصفة مجزئة فحسب له أثر في قطع الوسواس.

فكثير مما يظنه الموسوسون ليس صحيحاً هو صحيح ومجزئ، بل ومترتب عليه فضل أيضاً.