من مهازل الطاعنين بالسنة ربطهم بين كعب الأحبار وصحيح البخاري علماً أنه لا يوجد في صحيح البخاري أي حديث من طريق كعب الأحبار ولكن دعنا من هذا
كعب الأحبار متقدم الوفاة جداً توفي قبل الخليفة عثمان رضي الله عنه فقد توفي كعب عام 32 للهجرة يعني بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ب 21 عاماً فقط
فإذا كانت الأمة استطاعت أن تعرف كلام كعب الأحبار وتتأثر به مع تقدم وفاته فمن باب أولى هي قادرة على أن تحفظ كلام عثمان الذي توفي بعده بثلاثة أعوام وكان خليفة يحكم عموم الأقطار ومن باب أولى أنها قادرة على حفظ كلام علي بن أبي طالب ومن باب أولى أنها قادرة على حفظ كلام عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي توفيت بعد كعب الأحبار ب25 عاماً ومن باب أولى قادرة على حفظ كلام عبد الله بن عمر الذي توفي بعد كعب الأحبار ب41 عاماً وهو من المكثرين في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن باب أولى هي قادرة على حفظ كلام عبد الله بن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي توفي بعد كعب ب36 عاماً وأيضاً جابر وأنس وغيرهم ممن توفوا بعد هؤلاء بمدة طويلة
بل هذا يدل على أنها قادرة على حفظ كلام النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر ففارق ال21 عاماً التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وكعب فارق يسير جداً في التاريخ وقد اجتمع للنبي صلى الله عليه وسلم من المعاني ما لم يجتمع لكعب فهو نبي كثير الأصحاب الناس ينظرون له على أنه معصوم له زوجات عدة عشن بعده وحكم بشريعة جزءاً كبيراً من الدنيا وكان الحاكمون أصهاره وقرابته وغيرها من المعاني التي لا تخفى على عاقل
وكعب عامة آثاره في أخبار الأنبياء والمواعظ وكلامه في الأحكام شبه معدوم لأنه أسلم شيخاً كبيراً وشريعة اليهود نسخت فكان يتبع المسلمين في شريعتهم فحسب
ولو نظرت في ترجمة كعب الأحبار ونظرت في تلاميذه الذين رووا عنه وثبت سماعهم لما وصلوا إلى عشرة إلا بعد عناء موضوع كعب الأحبار نفخ فيه المستشرقون وإلا هو هين وراجع ترجمته في الحلية ستجد آثاره كلها مجموعة وهي لا تبلغ المائتين إلا بكلفة وعامتها مواعظه