فإن عدنان إبراهيم في خطبته اللغز في
سياق نفيه لحقيقة وجود الزمن ! في سياق قرمطي عجيب حتى ذهب لمذهب التخييل وهو أن القرآن
جاء ليخاطبنا على قدر عقولنا لا بحقيقة الأمور ( وهذا لو طردناه فهو هدم لكل شيء ثم
إن مخاطبتك بما يناسب عقلك شيء ومخاطبتك بما ظاهره الباطل شيء آخر )
واستدل على ذلك بأمور ومن ضمنها دعواه
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بلالاً في الجنة ليلة المعراج ( فهذا يدل على أن الزمن
لا حقيقة له والماضي والحاضر والمستقبل أشياء مجازية وحقيقتها قد تكون متداخلة )
ولا أريد الإطالة في مناقشة هذه الفكرة
الغريبة ولكنني سأنبه على ابتكاره لخبر لا حقيقة له
قال البخاري في صحيحه 1149 – حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي
بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ
بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي
لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ
الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ دَفَّ نَعْلَيْكَ
يَعْنِي تَحْرِيكَ.
ولا يوجد في أي طريق من طرق الحديث أنه
في المعراج بل الذي عليه عامة الشراح أن هذا الخبر رؤيا منام
ويوضح هذا الرواية الأخرى
قال البخاري في صحيحه 3679 – حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ
فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ
مَنْ هَذَا فَقَالَ هَذَا بِلَالٌ وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ فَقُلْتُ
لِمَنْ هَذَا فَقَالَ لِعُمَرَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ
غَيْرَتَكَ فَقَالَ عُمَرُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ.
وهذا قال به معتبرون عند عدنان
قال ابن حجر في شرح البخاري :” وَإِنَّمَا
ثَبَتَتْ لَهُ الْفَضِيلَةُ بَان يكون رؤى دَاخِلَ الْجَنَّةِ لَا خَارِجًا عَنْهَا
وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ الْمَذْكُورِ يَا بِلَالُ بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى
الْجَنَّةِ وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي كَوْنِهِ رَآهُ دَاخِلَ الْجَنَّةِ وَيُؤَيِّدُ كَوْنَهُ
وَقَعَ فِي الْمَنَامِ مَا سَيَأْتِي فِي أَوَّلِ مَنَاقِبِ عُمَرَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ
مَرْفُوعًا رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقِيلَ هَذَا بِلَالٌ
وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ فَقِيلَ هَذَا لِعُمَرَ الْحَدِيثَ وَبَعْدَهُ
مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ
فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقِيلَ هَذَا لِعُمَرَ الْحَدِيثَ
فَعُرِفَ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ فِي الْمَنَامِ وَثَبَتَتِ الْفَضِيلَةُ بِذَلِكَ لِبِلَالٍ
لِأَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ وَلِذَلِكَ جَزَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِذَلِكَ وَمَشْيُهُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ فِي الْيَقِظَةِ فَاتَّفَقَ مِثْلُهُ فِي
الْمَنَامِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ دُخُولُ بِلَالٍ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ فِي مَقَامِ التَّابِعِ وَكَأَنَّهُ أَشَارَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَقَاءِ بِلَالٍ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ
فِي حَالِ حَيَاتِهِ وَاسْتِمْرَارِهِ عَلَى قُرْبِ مَنْزِلَتِهِ وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ
عَظِيمَةٌ لِبِلَالٍ”
وعامة شراح الحديث قالوا كهذا
وأيضاً دعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى أهل الجنة وأهل النار في المعراج وإنما الوارد في أخبار رؤية بعض المعذبين بذنوب
معينة وهؤلاء لا يبعد أن يكونوا سابقين على النبي صلى الله عليه وسلم
وفي خطبته هذه وصف من يؤمن بأن الله فوق
العرش مباين لخلقه بأنه وثني وأن هذا تصور وثني
هذا الشخص نفسه الذي يصف من يقولون (
يا علي يا حسين ) بالموحدين
ويقول بنجاة أهل الكتاب وإن لم يتبعوا
الشريعة المحمدية الإسلامية
وكلامه مغالطة فالوثنيون يعبدون مخلوقاً
تحيط به المخلوقات من كل جانب لا يعبدون من هو فوق كل شيء وليس فوقه شيء
هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم