كذب عدنان إبراهيم على ابن تيمية في تفسير حديث ( لا تفضلوني على يونس بن متى )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال عدنان إبراهيم في خطبته نواب السماء :” ، وهذا التقريب والإزلاف بحد ذاته لم يجعله أقرب إلى الله حساً والعياذ بالله ، من يونس ، ذي النون وهو في بطن الحوت ، في ظلمات البحر في ليلة ظلماء مدلهمة ، ومن هنا قوله : (لا تفضلوني على أخي يونس بن متى] كما أشار إليه شيخ الإسلام وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني – رضوان الله تعالى عليهم – لكن بينهما تدرجات ، نحن لسنا أنبياء ولسنا رسلاً ، إذن هناك شوب من ادعاء الإلهية ، من ادعاء الربوبية “

عدنان إذا أطلق شيخ الإسلام فهو يريد ابن تيمية وهذا المشهور في عصرنا وهو الذي يستخدمه دائماً وابن تيمية فعلاً على هذا التحريف ولكن بالتكذيب والرد لا الإقرار كما ادعى عدنان

قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية :” وكذلك بلغني عن طائفة من أهل زماننا أن منهم من يقول إن يونس عرج به إلى بطن الحوت كما عرج بمحمد إلى السماء وأنه قال لا تفضلوني على يونس وأراد هذا المعنى وقد بينا كذب هذا الحديث وبطلان التفسير في غير هذا الموضع”

وقال في رده على الاتحاديين :” وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ هِيَ مَرَاتِبُ الْعِبَادِ : أَفْضَلُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصِّدِّيقُونَ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ . وَقَدْ { نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَضِّلَ أَحَدٌ مِنَّا نَفْسَهُ عَلَى يُونُسَ بْنِ متى – } مَعَ قَوْلِهِ { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } وَقَوْلِهِ { وَهُوَ مُلِيمٌ } – تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ غَيْرَهُ أَوْلَى أَنْ لَا يُفَضِّلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَلَيْهِ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ ابْنِ متى } وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي لَفْظٍ : { أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { مَنْ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى فَقَدْ كَذَبَ } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ – يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ – { لَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي لَفْظٍ : { فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ لَا يَنْبَغِي لِعَبْدِ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ متى } وَهَذَا فِيهِ نَهْيٌ عَامٌّ . وَأَمَّا مَا يَرْوِيهِ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ قَالَ : { لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ متى } وَيُفَسِّرُهُ بِاسْتِوَاءِ حَالِ صَاحِبِ الْمِعْرَاجِ وَحَالِ صَاحِبِ الْحُوتِ : فَنَقْلٌ بَاطِلٌ وَتَفْسِيرٌ بَاطِلٌ”

وقد سخر تلميذه ابن القيم من هذا التفسير العجيب وهو تفسير ( لا تفضلوني ) بمعنى لا تقولوا كنت أقرب إلى الله في المعراج من يونس في بطن الحوت لأن الله ليس في العلو !

ويكفيك أن الحديث لم يذكر فيه المعراج من قريب ولا من بعيد وكذلك قصة بطن الحوت

وقد قال الكلاباذي في معاني الأخبار :” ويجوز أن يكون معنى قوله : من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب أي من قال : أنا خير منه في النبوة والرسالة ، ذلك أن الرسالة والنبوة معنى واحدا لا تفاضل فيها بين الأنبياء والمرسلين ، وإنما التفاضل في تفضيل الله من شاء منهم بعد النبوة والرسالة ، وما يحدث لهم من الأحوال التي تبين شرفهم وفضلهم عنده عز وجل ، ومعنى تخصيصه يونس بتسميته من بين سائر الأنبيا ، يجوز أن يكون لأن الله تعالى وصف يونس اوصاف يسبق إلى الأوهام إنحطاطه في الدرجة ، وانخفاضه في المنزل ، وذلك انه تعالى قال : {فظن أن لن نقدر عليه} [الأنبياء : 87] ، وقال : {إذ ابق إلى الفلك المشحون} [الصافات : 140] وقال {فالتقمه الحوت وهو مليم} [الصافات : 142]”

ومنهم من حمله على التواضع

والقرب الحسي من الله عز وجل أثبتته نصوص كثيرة لا تدخل في الحصر

من أهمها نصوص العندية ( عند ربك ) في وصف الملائكة فدل على قربهم

وسؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ( هل رأيت ربك ) يدل على أنه مستقر عندهم أن الله في السماء فلما بلغهم صعود النبي صلى الله عليه وسلم للسماء سألوه هذا السؤال

وقد قال الله تعالى في موسى ( وقربناه نجيا ) قال ابن عباس ومجاهد وغيرهم ( حتى سمع صريف الأقلام )

قال البخاري في صحيحه 5745 حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ : كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى ؟ قَالَ : ” يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ : عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، وَيَقُولُ : عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيُقَرِّرُهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ “

والأدلة في ذلك كثيرة لا تدخل في الحصر

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم