(الجنس الآمن عند المراهقين).
هذا مصطلح دارج في العيادات الطبية الغربية التي تعتني بالأطفال.
فما لا يعلمه الذين استوردوا قوانين المنع من الزواج قبل سن 18 (وسمَّوه الزواج المبكر أو زواج المراهقين) أن المجتمع الغربي الذي استُورد منه هذا الأمر ينتشر فيه مصطلحان:
الأول: (حمل المراهقات) وهي ظاهرة يحاربونها ويشعرون بالضعف أمامها في مجتمع منفتح جنسياً ومنفتح على المخدرات والكحول، ويزعمون أنه خطير في البلدان النامية لأسباب طبية، وخطير في البلدان الحديثة لأنه يضر الفتاة اقتصادياً (لأن هذا غالباً يكون دون زواج ولا توجد أسر ممتدة هناك وتكافل أسري، والاهتمام بالطفل يؤثِّر على التفاني في خدمة المنظمة الرأسمالية، هذا يشبه أن يحرم سيدٌ أمته من الحمل لتكون نشيطة في الخدمة، فإذا حملت واهتمت بالطفل قلل عطاءه لها).
الثاني: هو مصطلح ترتَّب على السابق، وهو (الجنس الآمن للمراهقين) أي الزنا دون انتقال أمراض جنسية أو حصول حمل.
فهل نحن في مجتمعاتنا الإسلامية يمكن أن نتقبل الزنا؟
الجواب: لا.
فيقال: إذن كيف تؤخِّر سن الزواج إلى سن 18؟ فحتى المجتمعات التي فعلت ذلك كانت واقعية في زعمها، فسمحت بالزنا وفق قيود وضوابط عندهم لا تراعى في الغالب، وأما أنت فتعيش تحت أمانٍ غير واقعية البتة.
لا أقول هذا تبريراً للفواحش، فالمرء مأمور بالصبر، وهو قادر على البعد عن ذلك ما دام الله كلفه بالأمر، ولكننا نتكلم عن العنت وإثقال الكاهل، ثم يحدِّثونك عن (الكبت الجنسي).
ما تفعلونه هو عين ما تسمُّونه كبتاً، وعند جماعة (الجنس الآمن) يعترفون أن العفة خير وسيلة لتجنُّب الأمر من الأساس أو الاكتفاء بشريك جنسي واحد (هذا هو معنى الزواج).
فهُم تقريباً يقرُّون زواجاً بين المراهقين، ولكن دون حمل، وإن وقع الحمل اقترحوا الإجهاض أو تركوا الأمر كما هو.
ولهذا من العبث مجادلة من يجادل في سن زواج عائشة من النبي الكريم ﷺ.
فلو كان عمر عائشة عند الزواج 16 عاماً وليس 9 أعوام لقالوا: هذا لا يصلح لزماننا أيضاً.
فعامة الزيجات في الزمن القديم تُصنَّف في زماننا على أنها زواج مراهقين.
وكلنا من نسل هذه الزيجات التي صارت خطيرة على الصحة مع التقدم الطبي! وقد كانت طوال تاريخ البشرية لا تُشكِّل خطراً.