فإن مما ينتشر في بعض البلدان الإسلامية صفة في قراءة القرآن، وهي أن
يأتي الشيخ ومعه جماعة من التلاميذ فيقرأ كل من منهم جزءًا من السورة ، ويقرأون في
كل سورة أو عدة سور حتى يختموا القرآن في فترة زمنية معينة
وقد وجدت كلاماً لشيخ الإسلام في هذه المسألة
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى (4/260) :” فَإِذَا عُرِفَ
هَذَا فَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَتِهِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ
مُجْتَمِعِينَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ ؛ فَإِنَّ هَذِهِ تُسَمَّى ” قِرَاءَةَ الْإِدارةِ
” وَقَدْ كَرِهَهَا طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَمَالِكٍ وَطَائِفَةٍ مِنْ
أَصْحَابِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ، وَغَيْرُهُمْ. وَمَنْ رَخَّصَ فِيهَا – كَبَعْضِ أَصْحَابِ
الْإِمَامِ أَحْمَدَ – لَمْ يَقُلْ إنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الِانْفِرَادِ،
يَقْرَأُ كُلٌّ مِنْهُمْ جَمِيعَ الْقُرْآنِ. وَأَمَّا هَذِهِ الْقِرَاءَةُ فَلَا يَحْصُلُ
لِوَاحِدٍ جَمِيعُ الْقُرْآنِ، بَلْ هَذَا يُتِمُّ مَا قَرَأَهُ هَذَا، وَهَذَا يُتِمُّ
مَا قَرَأَهُ هَذَا”
ما ذكره شيخ الإسلام ينطبق تماماً على الصورة الموجودة عندنا ، فعلة
الكراهة التي ذكرها موجودة وهي أن كل شخص يقرأ جزءاً من القرآن ولا يوجد فيهم من يقرأ
القرآن كله ، فصارت قراءة المرء منفرداً أفضل ، والشيخ ينقل الاتفاق على أن قراءة المرء
منفرداً أفضل
إلا أن يكون الشيخ يفسر فهنا تكون فائدة زائدة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم