قديم النوع حادث الآحاد

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

لو قلت لك كما قال الإمام أحمد : لم يزل الله متكلما إذا شاء .

فماذا تفهم والله عز وجل عندك أول لا بداية له ؟

ستفهم أن الكلام متعلق بالمشيئة وأن الله لم يزل متكلما وهذا معنى قولهم ( قديم النوع حادث الآحاد)

طيب هل يمكن في ضوء هذه العبارة أن نقول أن لله كلمة يمكن أن يقال أنها كلمة الله الأولى يعني كان الله تعالى عما يقولون معطلا عن الكلام ثم تكلم بهذه الكلمة ؟

الجواب : لا قطعا لأن الله لا أول له وفِي ضوء قول أحمد المستفاد من النصوص يقول ( لم يزل ) وكلمة لم يزل اذا تعلقت بالأول الذي لا بداية له دلت على شيء لا بداية له

طيب هل يمكن أن يقال في كلمة من الكلمات أنها بعينها أزلية مع الله ؟

الجواب : لا لأنها أفراد متعلقة بالمشيئة كل فرد له بداية ونهاية والخالق هو الأول الذي تفسر الأشياء به فلا يجوز أن يكون شيئا وجوده متعلق بمشيئته قد يكون وقد لا يكون أزلي معه

إذن كلمات الله كما يفهم من نص أحمد لا بداية لها ولا يجوز أن يقال في كلمة من كلمات الله انها كلمته الأولى مطلقا فالله عز وجل لم يكن معطلا عن الكلام ثم تكلم

وهذا لا يقتضي نهائيا كون كلمة بعينها أزلية مع الله إلا في أحد حالين أولها ألا تكون الكلمة متعلقة بالمشيئة وثانيها أن يكون الخالق لوجوده بداية تعالى الله عما يقول الظالمون

قال تعالى : وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

هل فهمت هذا جيدا وفهمت تسلسل الكلمات في الأزل ؟ ووجدت أن الأمر لا يوجد فيه أي مشكلة

أبدل ( الكلمات ) في المثال السابق بكلمة ( المخلوقات ) وستجد أنه لم يختل أي شيء في الجواز العقلي للأمر وأن الخلط بين هذا المذهب ومذهب الدهرية خلط فاجر فهما ليس مختلفين بل متناقضين

وأن من يجوز أفعالا أو كلمات لا أول لها ويقول بامتناع الأمر في المفعولات المخلوقات ويراه مطرقا لأهل الباطل فهذا في الواقع قال بمذهب متناقض ما سبقه إليه أحد من العالمين

فالناس إما فيلسوف يرى الكلمات والمخلوقات أزلية لا تتعلق بها مشيئة

أو متكلم ينفي قيام الصفات الفعلية بالله وينكر أن يكون متكلما بما شاء متى شاء ويقول بخلق العالم تبعا لارادة قديمة

أو صاحب حديث يثبت لله أنه متكلم بما شاء متى شاء لم يزل كذلك ولا يمتنع وجود آثار كماله في الأزل على هيئة أفراد متعلقة بالمشيئة ولها أول

وأما المذهب العصري الخنثى بجواز أن يكون لم يزل متكلما اذا شاء وامتناع أن يكون لم يزل خالقا اذا شاء فهذا لو رأوه جميعا لضحكوا من ركبهم

عذرا على كثرة الكلام في هذا ولكن كثرة التخليط في الباب مقتضية للبيان وتكراره في عدة وسائل لكي يفهم

وإنني لأفهم عسورة فهم بعض المسائل في زماننا لطغيان الأعجمية المادية على العقول ولكن المستفز أن يصحب ذلك جرأة على العلماء وغطرسة