قال ابن أبي حاتم :
- محمد بن عمار بن ياسر ( رضي الله عنه )
قتله المختار
سأله المختار أن يحدث عن أبيه بكذب , فلم يفعل
فقتله..
سمعت أبي يقول ذلك
[ الجرح والتعديل 8 / 43 ]
أقول : لله أبوك يا ابن عمار ما خاب ظنه فيك إذ سماك باسم الحبيب ولحقت بجدتك سمية في بذل النفس في ذات الله
والمختار طاغية وكل طاغية فيه شبه من فرعون ويريد سحرة يزينون له الباطل حتى إذا أبى عليه من كان يريده ساحرا عنده قال له : فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ.
والله أشد عذابا وأبقى وما عذاب الطغاة إلا شيء يسير تعقبه رفعة عظيمة في الدنيا والآخرة ولهم- أعني الطغاة الكاذبون على الله ورسوله – في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
وفِي ترجمة المرار بن حموية من أقران البخاري في عدة مصادر : قال الحافظ أبو شجاع شيرويه : نزل أبو حاتم على المرار ، وكتب عنه ، وهو قديم الموت ، جليل الخطر ، سأله جمهور النهاوندي عن مسائل ، وهي مدونة عنه . من نظر فيها علم محل المرار من العلم الواسع ، والحفظ والإتقان والديانة .
وقال عبد الله أحمد بن الدحيمي سمعت المرار يقول : اللهم ارزقني الشهادة ، وأمر يده على حلقه .
وقيل : لما وقعت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان الأميران جباخ وجغلان من قبل المعتز ، فاستشار أهل همذان المرار والجرجاني في محاربتهما ، فأمراهم بلزوم منازلهم ، فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بن سهل وغيرها ، ورموا رجلا بسهم ، أفتياهم في الحرب ، وتقلد المرار سيفا ، فخرج معهم ، فقتل عدد كثير من الفريقين ، ثم طلب مفلح المرار ، فاعتصم بأهل قم . وهرب معه إبراهيم بن مسعود المحدث . فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم ، وأما المرار ، فأظهر مخالفتهم في التشيع ، وكاشفهم ، فأوقعوا به وقتلوه . رحمه الله .
وروى الحسين بن صالح أن عمه المرار قتل في سنة أربع وخمسين
قال صالح بن أحمد التميمي : قتل المرار في السنة شهيدا . وكان ثقة عالما فقيها سنيا . رحمة الله عليه .
أقول : ما أشبه هذا الإمام إلا بصاحب يس الذي ورد فيه قوله تعالى : وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ .
وقد اتفق المفسرون على أن قومه قتلوه واليوم مكاشفة الناس بالغلط خطبها شديد وقل من يصبر لذلك وإن لم يهدد بالقتل ففقدان بعض الأتباع أو ذهاب الحظوة عند بعض الناس أثقل شيء على كثير من النفوس فما بالك بالقتل رحم الله الأئمة المهديين وألحقنا بهم في الصالحين ولاحظ أن المرار كان ( لاجئا ) عند أهل قم بالتعبير العصري وما داهنهم واليوم يذهب الرجل إلى بلاد الغرب فما تمر عليه عدة سنين إلا وتتغير هيئته وكثير من مذاهبه والله المستعان هذا إلا من رحم الله
قال أبو العرب القيرواني في المحن قال أبو العرب وسمعت موسى بن عبد الرحمن يقول إن أحمد بن نصر قال للواثق ما أنت والعلم إنما أنت نطفة سكران في رحم قينة فحينئذ أمر الواثق بقتله
وحدثني أحمد بن محمد قال سمعت يحيى بن عمر يقول في أحمد بن نصر الشهيد قال وإنما قتل على الحديث الذي جاء إن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الله فقيل له أفأنت تقول ذلك قال نعم فقتل وأقام على الخشبة دهرا طويلا حتى ولي جعفر المتوكل وأنزله وغسل وكفن وصلي عليه
أقول : قد يستغرب البعض من تلك الكلمة الغليظة من أحمد بن نصر في حق الواثق (نطفة سكران في رحم قينة ( يعني مغنية ) غير أن ذلك أمر شديد أن يأتي المترف ابن المترفين وينصب نفسه حاكما ومؤدبا للعلماء الذين أفنوا أعمارهم في الرحلة والرواية والتفقه فيقول أنا أعلمكم الدين الصحيح وما تقولون وما لا تقولون فقط لأنه أرعى سمعه لبعض أهل الأهواء من المتملقين ممن لما عجزوا عن مجاراة العلماء في ميادينهم وعن كسر حجتهم في الحجاج تملقوا السلاطين ثم أوغروا صدورهم على العلماء واستغلوا ما في نفوس من حنق عليهم لأنهم يحرمون أمورا اعتادوها لإلفهم الفسق