في رحاب سخاء الصحابة مع شدة الحاجة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

في صحيح البخاري 4669 – حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف. كأنه يعرض بنفسه»

أقول : واليوم نعرف الكثير ممن عنده خير ولا يفكر بالصدقة فتأمل كيف أَن الصحابة الواحد منهم يكسب قوت يومه فقط ويفكر بالصدقة

واليوم من أهم عوائق الصدقة السعار الاستهلاكي الذي أفرزته الرأسمالية فصار الكثيرون ينظرون للكماليات على أنها حاجيات فتجد عنده كفاية ومع ذلك يستدين بسبب الغرق في الكماليات والتحسينات

وتجد المرء فيها يفكر بعلاوة في الراتب ويظن أَن فيها الفرج وبمجرد ما تأتي يتسع في النفقات في التحسينات ويبقى على حاله في عدم وجود مدخرات والتعرض للديون

والهوس الاستهلاكي تغييره في العقل الجمعي يساوي إصلاح خطأ عقائدي عظيم لأنه صار أمضى أسلحة الرأسمالية فيشعر الناس باحتياج شديد غير حقيقي مما يجعلهم يستسلمون لما تفرضه المؤسسة الرأسمالية من الإلزام بخروج النساء ثم فرض ما يشاءون عليهم من اللباس ولذلك آثار سوء على الأخلاق والأسرة والرأسمالية لا تحفل بكل ذلك

ويؤدي ذلك للاستسلام للمؤسسات الربوية ومعاملات القوم مع ضعف إعانة الفقير مما يجعله يتعرض للكثير من المعاملات المحرمة وكثير منهم ينقذه الله بعمل حلال أو بعض أهل الخير

وكذلك المؤسسات الخيرية التي فرضت الفكرة المؤسساتية التي هي جزء من الدولة الحديثة على مفاهيم شرعية مثل الصدقة والزكاة وصارت الأموال تودع في البنوك مع إشكاليات أخرى ، هذه المؤسسات أفادت كثيرا ولكن على عملها مآخذ كثيرة ليس هذا محل بسطها والعمل الخيري هو نقيض الرأسمالية المؤسساتية والتلفيق بينهما يضعف الأعلى منهما وهو العمل الخيري لحساب الأدنى وهو الرأسمالية وهكذا دائما عمليات التلفيق ، وقد أضعف هذا العمل المؤسساتي التكافل المباشر بين الناس ، مع وجود عاملين على نظام الوظيفة الحديث الذين يبذلون جهدًا كبيرًا مع رواتب محدودة لا تفي بالضرورات مع محاولة تقليل الموظفين قدر المستطاع عن طريق الضغط على العدد القليل لينجزوا ما يمكن أَن ينجزه الكثير ورواتبهم هي هي أو تزيد زيادة يسيرة وهذا أساس المؤسساتية الحديثة والرأسمالية إذا توحشت

وعند ذهاب الهوس الاستهلاكي وشيوع المؤسساتية بصورتها الرأسمالية يكون الترغيب بالصدقة والزكاة قويا وهذا يحل مشاكل كثيرة في المجتمع وهذه خطوة عملية لحل الكثير من المشاكل.