كثيرون هم من يسخرون من فكرة الاشتراكية في إلغاء الملكية الفردية والتسوية بشكل مطلق بين الأغنياء والفقراء بحيث لا يكون أي تمايز مطلقا ويرونها فكرة خيالية وغير قابلة للتطبيق وأن الرأسمالية أكثر واقعية منها
ولكنهم في الوقت نفسه يدعون إلى فكرة هي أعظم خيالية منها وهي فكرة ( الانسانية ) ومعناها إسقاط كل الفروق المبنية على الدين والعرق والوطن وأي قيمة أخرى ( عدا المال فنحن نعيش في عالم رأسمالي )
وهذه الفكرة مع جموحها هي أيضا أعظم قتلا للابداع من فكرة إلغاء الملكية الفردية والعجيب أنهم يخلطون هذه الدعوى مع الوطنية المبنية على التعنصر لسكان قطر معين !
منتهى التيه والتناقض وكثير منهم لو فحصت عن معنى كلمة (إنسانية ) عنده وفككتها لوجدتها ( عقيدة الشهوة ) وهي عدم وقوف أي اعتبارات خصوصا الدينية أمام الشهوات وأن يكون أساس التعامل بين البشر على المنفعة والشهوة ولا مانع من مصالحة الضمير بفتات من العمل الخيري تحت عدسات الكاميرات لإشباع شهوة الشهرة والتأكيد على أننا لا زلنا بشرا باستعارة بعض القيم المأخوذة من الأديان ولكن لا يوجد عمل خيري إلزامي كالزكاة بل هو تبرع
لهذا اذا وجدت بعضهم يقول : لا حرية لأعداء الحرية ، فهو يعني حرية الشهوات لا حرية التعبير عن موقف سياسي أو مطالبة بحقوق فهذه الحريات العلمانيات المتوحشة التي يدعمها أول أعداءها
بل بعض الجماعات التي يصنفونها ارهابية لما وصلت للحكم كان سقف الحريات عندهم أعلى بكثير من كل الأنظمة العلمانية المتوحشة – فيما يتعلق بالمطالبة بالحقوق وحرية النقد السياسي -وما شفع ذلك لهم عندأنصار الحرية
يسمونها إنسانية ولو تأملتها لوجدتها استغناء عن كل ما يميزك عن الحيوانات وأن يصير الأكل والشرب والجماع والمرح هي غايتك من الوجود -وتلغى العقيدة وكل غاية متسامية من الحياة -ولا يحركك إلا ما يأتي على هذه الأمور بالضرر من العوز الاقتصادي وما في حكمه ومن فرط التناقض والتيه مع هذا الفكر تجده يحارب النظام الاسلامي الذي يمنع الربا والمكوس والاحتكار ويفرض الزكاة وذلك أن عقله ليس معه بل سلبه منه أصحاب رؤوس المال بالضخ الشهواتي