قال ابن جرير في تفسيره (16/ 311) : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ
الْمَرْوَزِيُّ أَبُو عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} قَالَ: الشَّاْمُ، وَمَا مِنْ
مَاءٍ عَذْبٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْ تِلْكِ الصَّخْرَةِ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ
وقد توبع الحسين بن واقد من قبل أبي جعفر الرازي ، وهذا إسنادٌ قوي وبداية
السند مروزي ثم صار بصرياً من الربيع بن أنس وهذا له حكم الرفع
قال الحاكم في المستدرك (2/ 258) :” لِيَعْلَمَ طَالِبُ هَذَا الْعِلْمِ
أَنَّ تَفْسِيرَ الصَّحَابِيِّ الَّذِي شَهِدَ الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ
حَدِيثٌ مُسْنَدٌ”
فكيف إذا كان الصحابي هو أقرأ الصحابة وهو ممن كان يقرأ على النبي صلى
الله عليه وسلم وكانوا لا يجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل
وكيف إذا كان يتكلم في أمرٍ غيبي لا يعرفه بالرأي ولم يكن يأخذ عن أهل
الكتاب
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 19791: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَحِقَ بِالشَّامِ.
وهذا إسناد كوفي صحيح من أوله إلى آخره إلا عبد الله بن عمرو وقد سكن الكوفة
زمناً
والمراد من هذا الموضوع بيان فضل أهل الحديث وإنصافهم ، والرد على من زعم
أن فضائل أهل الشام جاءت من بني أمية فقد رواها أهل العراق الذين عرفوا بميلهم عن بني
أمية وفيهم من المتشيعين الكثير
وفضل الشام ووصفها بالأرض المباركة وارد في القرآن
قال المعلمي في الأنوار الكاشفة ص100 :” وأما الشام فلا ريب أن الموضوعات
في فضلها كثيرة ولكن ليس من الحق في شيء أن تعد دلالة الخبر على فضلها دليلاً على وضعه،
فإن فضلها ثابت بالقرآن، وكذلك الحال في بيت المقدس قال الله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) وأخبر الله عزوجل عن الشام بقوله ( الأرض التي باركنا
فيها ) اقرأ (136:7) و (71:21 و 81) وبقوله ( القرى التي باركنا فيها )”
وأخيراً ليعلم أن فضل الأرض لا يدل على فضل كل من سكنها ، فهذا أبو لهب
كان يسكن خير بقاع الأرض ونسب أشرف الأنساب ومع ذلك نقرأ قرآناً في ذمه ( تبت يدا أبي
لهب وتب ) ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم