فتيا محمد خليل هراس وابن إبراهيم بعدم جواز الصلاة خلف الأشاعرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الطريقة التي أختارها في بحث المسائل
العلمية علو الإسناد فإن السلف أعلم وأسلم وأحكم وقد أوصى النبي صلى الله عليه
وسلم عند اختلاف بالتمسك بسنة الراشدين وهذا أصل في طلب علو الإسناد وكلما علا
المرء بسنده استطاع تمييز المحدثات

غير أنني أحياناً أذكر بعض المعاصرين
لبيان وهاء دعاوى بعض الناس الذين يوهمون الجهلة أنهم أحاطوا بالعلم يقولون ( لا
نعلم قال كذا ) و ( ما زال الناس يفعلون كذا )

ولو نظرت إلى كلام المعاصرين الذين ماتوا
بالأمس لوجدت في كلامهم ما ينقض دعواه ومن ذلك دعوى بعض الناس أن الناس لا زالوا
يصلون خلف الأشاعرة ويصححون الصلاة خلفهم

ومن المعلوم أن الأشاعرة جهمية أقحاح
بدعتهم مكفرة ، ولا يختلف من يعتد به في العلم على أن من كانت بدعته مكفرة لا تصح
الصلاة خلفه

وعامة الأشاعرة في الأعصار المتأخرة
قبورية فكيف تصحح الصلاة خلف هؤلاء

والقول بعدم صحة الصلاة خلف أهل البدع
مطلقاً سواءً كانت بدعتهم مفسقة أو مكفرة قول مشهور في مذهب أحمد ، وما هجره الناس
وإن كان الأكثر يرجحون خلافه ويفصلون في البدعة المفسقة بين الداعية وغير الداعية
على هذا أكثر أجوبة أبي عبد الله أحمد ابن حنبل

غير أنني سأطوي كشحاً عن هذا كله وسأكلم
المخالف بكلام بعض المعاصرين

سئل محمد خليل هراس كما في كتابه غربة
الإسلام ص76 هذا السؤال :” ما حكم الصلاة وراء من يؤول أحاديث الصفات وآيات
الصفات ويحملها على خلاف الظاهر منها ؟”

فأجاب بجواب قال في آخره :” وبناء
على ذلك فكل من أول آيات الصفات وأحاديثها وعطل ذات الرب سبحانه عن الاتصاف بها
بغير دليل ولا حجة ، إلا ما وقر في عقله المريض من إفضاء إثباتها إلى التشبيه ،
فهو زائغ عن الحق ومتبع لغير سبيل المؤمنين وداع إلى بدعة شنيعة ذمها سلف هذه
الأمة وحذروا منها

فمثل هذا المبتدع لا تجوز الصلاة وراءه
حتى ينزع عن بدعته ويعلن توبته “

وتأمل كيف أنه يفتي هذه الفتيا في المجتمع
المصري الذي ينتهج الأزهر فيه نهج الأشعري ولا شك أن الفتيا منطبقة عليهم لأنهم لا
يثبتون إلا ما وقر في عقولهم المريضة

فكيف إذا انضاف إلى ذلك القبورية والجبرية
والإرجاء الغالي كما هو شأن عامة متأخري الأشاعرة بل وتكفير أهل السنة أو تبديعهم
على الأقل

على أنه قصر في قوله ( مبتدع ) بل الصواب
أن يقول ( جهمية )

وأنا في هذا أقتدي بالإمام أحمد الذي على
غضب على أبي ثور لما قال في اللفظية ( مبتدعة ) فقال :” إيش مبتدعة هذا قول
جهم “

ولما سئل عن رجل لفظي أيقال مبتدع قال ( هو
فوق المبتدع ) ( وهذا في مسائل أبي داود )

وجاء في مجموع فتاوى مفتي المملكة الأسبق
محمد بن إبراهيم آل الشيخ (2/237) :” (685 ـ امامة الاشاعرة بالسنين)

“الثانية” طلب منا أُناس من
الجماعة (أهل نجد) نصب إمام لهم من الجنسية ، ولكن قام أهل بيت الأحساء معهم حجة
وقفية المسجد ، وشراء أوقافه لجدهم . وموقع عليها قاضي من نحومائتي سنة ،ومحبس
عليهم وعلى ذراريهم ، وذاكر الواقف أنه ليس للقضاة ولا للولاة فيه عزل ولا نصب ،
ومن بدل أو غير فالله حسيبه وولي الانتقام منه ، وفي ذرية الواقف من يصلح للإمامة
،ولكن أقل أحوالهم أشاعرة إلى آخره .

الجواب : لا يجوز تقديم مبتدع إماماً في
الصلاة وإن كان نص الواقف وشرطه كما ذكرت ، فإن ” قاء الله أحق وشرط الله
أوثق”(1) وغير خاف عليك حكم إمامة الفاسق فكيف بالمبتدع (1355هـ)”

بل أبلغ ما ذلك ما ورد في الدرر السنية (4/
409) :” وأجاب الشيخ عبد الله والشيخ إبراهيم: ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ
سليمان بن سحمان: لا تصح إمامة من لا يكفر الجهمية والقبوريين أو يشك في كفرهم؛
وهذه المسألة من أوضح الواضحات عند طلبة العلم وأهل الأثر، وذكروا نحواً مما تقدم
من كلام الشيخ عبد اللطيف، ثم قالوا: وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم من شم رائحة
الإيمان؛ وقد ذكر شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم، رحمهما الله، في غير موضع: أن
نفي التكفير بالمكفرات قوليها وفعليها، فيما يخفى دليله ولم تقم الحجة على فاعله،
وأن النفي يراد به نفي تكفير الفاعل وعقابه قبل قيام الحجة عليه، وأن نفي التكفير
مخصوص بمسائل النّزاع بين الأمة.

وأما دعاء الصالحين، والاستغاثة بهم،
وقصدهم في الملمات والشدائد، فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه، والحكم بأنه من الشرك
الأكبر؛ فليس في تكفيرهم، وتكفير الجهمية قولان. وأما الإباضية في هذه الأزمان،
فليسوا كفرقة من أسلافهم، والذي بلغنا أنهم على دين عباد القبور، وانتحلوا أموراً
كفرية لا يتسع ذكرها هنا، ومن كان بهذه المثابة، فلا شك في كفره؛ فلا يقول
بإسلامهم إلا مصاب

في عقله ودينه، ولا تصح خلف من لا يرى كفر
هؤلاء الملاحدة، أو يشك في كفرهم”

وهذه فتيا نفيسة في المعينين ، ولم يصححوا
فيها إمامة من لا يكفر الجهمية فكيف بالجهمية أنفسهم ومنهم الأشاعرة

قال ابن تيمية في الرسالة المدنية ص6
:” ثم أقرب هؤلاء الجهمية الأشعرية يقولون : إن له صفات سبعًا : الحياة،
والعلم، والقدرة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر . وينفون ما عداها،وفيهم من
يضم إلى ذلك اليد فقط، ومنهم من يتوقف في نفي ما سواها، وغلاتهم يقطعون بنفي ما
سواها “

وقول الغلاة من الأشعرية هو قول من يتورع
الجهلة اليوم عن تبديعهم ! فضلاً عما سوى ذلك

بل متأخري الأشاعرة قالوا بأشد مقالات
الجهمية على الإطلاق وهي إنكار العلو وقولهم في إنكار العلو أشد من إنكارهم للرؤية
وأشد من قولهم بخلق القرآن كما قال الإمام ابن تيمية في الاستقامة

وقال في بيان تلبيس الجهمية (2/83)
:” اذا عرف ذلك فالجهمية اظهروا مسألة القرآن وانه مخلوق واظهروا ان الله لا
يرى في الآخرة ولم يكونوا يظهرون لعامة المؤمنين وعلمائهم انكار ان الله فوق العرش
وانه لا داخل العالم ولا خارجه وانما كان العلماء يعلمون هذا منهم بالاستدلال
والتوسم كما يعلم المنافقون في لحن القول قال تعالى لو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم
بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول

 وهذا كما قال حماد بن زيد الامام الذي هو من
اعظم ائمة الدين القرآن كلام الله نزل به جبريل ما يحاولون الا ان ليس في السماء
اله وقال ايضا سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد وذكر هؤلاء الجهمية فقال انما
يحاولون ان يقولوا ليس في السماء شيء وقال عباد بن العوام الواسطي كلمت بشر
المريسي واصحاب بشر فرأيت آخر كلامهم ينتهي ان يقولوا ليس في السماء شيء وقال عبد
الرحمن بن مهدي ليس في اصحاب الاهواء اشر من اصحاب جهم يدورون على ان يقولوا ليس
في السماء شيء ارى والله ان لا يناكحوا ولا يوارثوا وقال ايضا اصحاب جهم يريدون ان
يقولوا ليس في السماء شيء وان الله ليس على العرش ارى ان يستتابوا فان تابوا والا
قتلوا وقال عاصم ابن علي بن عاصم ناظرت جهميا فتبين من كلامه ان لا يؤمن ان في
السماء ربا وقال علي بن عاصم مالذين قالوا ان لله ولدا اكفر من الذين قالوا ان
الله لا يتكلم وقال احذر من المريسي واصحابه كلامهم ابو جاد الزندقة وانا كلمت
استاذهم جهما فلم يثبت ان في السماء الها هكذا وجدت هذا عنه في كتاب خلق الافعال
للبخاري والاول رواه ابن ابي حاتم عن عاصم بن علي

 ابن عاصم في كتاب الرد على الجهمية وكان اسماعيل
بن ابي اويس يسميهم زنادقة العراق وقيل له سمعت احدا يقول القرآن مخلوق فقال هؤلاء
الزنادقة لقد فررت الى اليمن حين تكلم ابو العباس ببغداد فهذا فرارا من هذا الكلام
وقال وكيع بن الجراح من كذب بحديث اسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه
و سلم يعني قوله انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فهو جهمي فاحذروه قال وكيع
ايضا لا تستخفوا بقولهم القرآن مخلوق فانه من شر قولهم انما يذهبون الى التعطيل
وقال الحسن بن موسى الاشيب وذكر الجهمية فنال منهم ثم قال ادخل رأس من رؤساء
الزنادقة يقال له سمعلة على المهدي فقال دلني على اصحابك فقال اصحابي اكثر من ذلك
فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة الجهمية والقدرية الجهمي اذا غلا قال
ليس ثم شيء واشار الاشيب الى السماء والقدري اذا غلا قال هم اثنان خالق خير وخالق
شر فضرب عنقه وصلبه

 ومثل هذا كثير في كلام السلف والائمة كانوا
يردون ما اظهرته الجهمية من نفي الرؤية وخلق القرآن ويذكرون ما تبطنه الجهمية مما
هو اعظم من ذلك ان الله ليس على العرش ويجعلون هذا منتهى قولهم وان ذلك تعطيل
للصانع وجحود للخالق اذ كانوا لا يتظاهرون بذلك بين المؤمنين كما كانوا يظهرون
مسألة الكلام والرؤية لانه قد استقر في قلوب المؤمنين بالفطرة

الضرورية التي خلقوا عليها وبما جاءتهم به
الرسل من البينات والهدى وبما اتفق عليه اهل الايمان من ذلك ما لم يمكن الجهمية
اظهار خلافه ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين
نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا

 فهذا يبين ان الاعتراف بان الله فوق العالم في
العقل والدين اعظم بكثير من الاعتراف بان الله يرى وان القرآن غير مخلوق

 فاذا كان هؤلاء الشرذمة الذين فيهم من التجهم ما
فيهم مثل الرازي وامثاله يقرون بأن الله يرى كان اقرارهم بان الله فوق العالم اولى
واحرى فانه لا يرد على مسألة العلو سؤال الا ويرد على مسألة الرؤية ما هو اعظم منه”

فانظر كيف أن الجهمية الأوائل كان يستحيون
من ذكر إنكار العلو وكان السلف يكشتفون ذلك من لحن قولهم ، والأشاعرة صرحوا بهذا
جلياً فهم غلاة الجهمية في هذا الباب

قال البخاري في خلق أفعال العباد 70- وَحَدَّثَنِي
أَبُو جَعْفَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ ، وَذَكَرَ
الْجَهْمِيَّةَ فَنَالَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : أُدْخِلَ رَأْسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ
الزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُ شَمْعَلَةُ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ : دُلَّنِي
عَلَى أَصْحَابِكَ فَقَالَ : أَصْحَابِي أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ : دُلَّنِي
عَلَيْهِمْ فَقَالَ : صِنْفَانِ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ الْقِبْلَةَ ، الْجَهْمِيَّة
وَالْقَدَرِيَّةُ ، الْجَهْمِيُّ إِذَا غَلاَ ، قَالَ : لَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ
وَأَشَارَ الأَشْيَبُ إِلَى السَّمَاءِ وَالْقَدَرِيُّ إِذَا غَلاَ قَالَ : هُمَا
اثْنَانِ خَالِقُ شَرٍّ ، وَخَالِقُ خَيْرٍ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَصَلَبَهُ.

فمن ينكر العلو جهمي من غلاتهم وليس ( فيه
أشعرية )

فإن قيل : كيف يكفر هؤلاء المشايخ عباد
القبور ويشنعون على من يحكم بإسلامهم والإمام المجدد قال أنه لا يكفر من يعبد
الصنم الذي على قبر البدوي

فيقال : من علامة أهل الزيغ اتباع ما
يهوون فقط من كلام العالم والشيخ نفسه له نصوص واضحة في التفريق بين المسائل
الجلية والمسائل الخفية في قيود أخرى

ومن طريقته وطريقة أبنائه أن نفي التكفير
لا يعني إثبات الإسلام

جاء في الدرر السنية (10/136) :” إذا
كان يعمل بالكفر والشرك، لجهله، أو عدم من ينبهه، لا نحكم بكفره حتى تقام عليه
الحجة؛ ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر، يبيح المال والدم، وإن كنا
لا نحكم على هذا الشخص، لعدم قيام الحجة عليه؛ لا يقال: إن لم يكن كافرا، فهو
مسلم، بل نقول عمله عمل الكفار، وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه، متوقف على بلوغ
الحجة الرسالية”

والصواب في هذه المسألة أن الإسلام حقيقة
من لم يأت بها فهو كافر إما جاهل أو معاند كما قال ابن القيم في طريق الهجرتين

قال الشيخ عبد اللطيف وهو أعلم بمقصود جده
في كتاب منهاج التأسيس ص187: ” كان شيخنا يُقرر في مجالسه ورسائله أنه لا
يكفر إلا من عرف دين الرسول وبعد معرفته تبين في عداوته . وتارة يقول إذا كنا لا
نكفر من يعبد قبة الكواز ، ويقول -أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب- في بعضها : وأمَّا
من أخلد إلى الأرض واتبع هواه فلا أدري ما حاله “

واما من أخلد إلى الأرض فلم يسمه كافرا
ولا مسلما وتوقف فيه لكن أيضا  يسميه مشركا
لأنه عبد غير الله فاسم الشرك يصدق عليه ويتناوله ) “

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب(في الدرر
السنية 8/118) :” ومع هذا كله، يصرح هؤلاء الشياطين، المردة الجهلة، أن البدو
إسلام، ولو جرى منهم ذلك كله، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله أيضاً؛ ولازم قولهم: أن
اليهود إسلام، لأنهم يقولونها. وأيضاً، كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود بأضعاف
مضاعفة، أعني البوادي المتصفين بما ذكرنا. والذي يبين ذلك من قصة الردة، أن
المرتدين افترقوا في ردتهم: فمنهم من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى
عبادة الأوثان، وقالوا: لو كان نبياً ما مات; ومنهم من ثبت على الشهادتين، ولكن
أقر بنبوة مسيلمة، ظناً أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة، لأن مسيلمة
أقام شهود زور شهدوا له بذلك، فصدقهم كثير من الناس ومع هذا، أجمع العلماء أنهم
مرتدون ولو جهلوا ذلك، ومن شك في ردتهم فهو كافر”

وهذا نص واضح في الدلالة على المقصود مع
نصوص أخرى كثيرة ما أهمها ما كتبه في مفيد المستفيد

وقال الشيخ في رسالته في الرد على الرافضة
وهو يقرر كفرهم وأنهم ليسوا معذورين ص19 :” والجهل بالمتواتر القاطع ليس
بعذر، وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد، كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس
جهلا لفرضيتها، فإنه بهذا الجهل يصير كافرا، وكذا لو أولها على غير المعنى الذي
نعرفه فقد كفر”

وقد أفتت اللجنة الدائمة (ووصفها بالدوام
محل وقفة ) بعدم صحة الصلاة خلف الإباضية

وأخبث مقالات الإباضية المعاصرة وهي القول
بخلق القرآن ونفي الرؤية قد قال الأشاعرة بأقبح منها وهي مقالاتهم في نفي العلو
على أنهم ينفون الرؤية في حقيقة قولهم ويقولون بخلق القرآن أيضاً، فكلام المشايخ السابق في الإباضية ينطبق عليهم بقياس العلة وقياس الأولى ودلالة العموم !

وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية في
التسعينية بأن مقالة الأشعرية أخبث من مقالة الخوارج بكثير 

وهنا فائدة زائدة : قال الشقيري في السنن والمبتدعات :”  إِن من نَادَى غير الله واستغاث والتجأ عِنْد الكروب والشدائد بِغَيْرِهِ تَعَالَى؛ وَنذر وَذبح لغيره، واعتقد أَن غير الله يضر وينفع، وَيُعْطِي وَيمْنَع، كَمَا أقسم لي بِاللَّه عَالم أزهري أَنه مَا تحصل على الشَّهَادَة العالمية إِلَّا بعد ذَهَابه إِلَى قبر الشعراني وجلوسه تجاه رَأسه كجلسته للصَّلَاة بأدب وخشوع، وتكراره لهَذَا الْبَيْت:
(يَا سادتي من أمكُم لرغبة فِيكُم جبر … وَمن تَكُونُوا ناصريه ينتصر؟)

فَطلب النَّصْر والجبر بِمن مَاتَ مُنْذُ مئات السنين لَا شكّ أَنه شرك بِاللَّه الْعَظِيم، فَهَذَا الْمِسْكِين الضال الغافل لَا تصح إِمَامَته، وَلَا صلَاته مَا لم يتب، إِذْ أَنه لَا يفرق بَين التَّوْحِيد والشرك، وَهَذَا هُوَ غَايَة الْجَهْل، فَمثل هَذِه الْبِدْعَة هِيَ الَّتِي لَا يُصَلِّي خلف صَاحبهَا، ثمَّ إِذا كَانَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عزل عَن الْإِمَامَة من رَآهُ بَصق فِي الْقبْلَة، فَكيف تصح إِمَامَة هَؤُلَاءِ الَّذين أعادوا مَا كَانَ عَلَيْهِ أهل الْجَاهِلِيَّة الأولى؟ ثمَّ هم يناوئون أنصار التَّوْحِيد حينما يرونهم يُنكرُونَ هَذَا الشّرك على أَهله، وَإِن الله تَعَالَى قد قَالَ فِي مثل هَؤُلَاءِ: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين أُوتُوا نَصِيبا من الْكتاب يُؤمنُونَ بالجبت والطاغوت وَيَقُولُونَ للَّذين كفرُوا هَؤُلَاءِ أهْدى من الَّذين آمنُوا سَبِيلا أُولَئِكَ الَّذين لعنهم الله وَمن يلعن الله فَلَنْ تَجِد لَهُ نَصِيرًا} وَقَالَ {وَإِذا ذكر الله وَحده اشمأزت قُلُوب الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة وَإِذا ذكر الَّذين من دونه إِذا هم يستبشرون} ، وَقَالَ {ذَلِكُم أَنه إِذا دعِي الله وَحده كَفرْتُمْ وَإِن يُشْرك بِهِ تؤمنوا فَالْحكم لله الْعلي الْكَبِير} :
وَأَنت لَو نظرت إِلَى مجلة الْأَزْهَر وَإِلَى مَا يَكْتُبهُ الشَّيْخ الدجوي وإخوانه فِيهَا وَفِي غَيرهَا من التَّصْرِيح بالتعبد بالبدع، وَحمل النَّاس على الْعَمَل بهَا، كتصريحهم بِجَوَاز دُعَاء الْأَمْوَات والاستعانة بهم وتكفيرهم لمن يُؤمن بآيَات الصِّفَات كَمَا أنزلهَا الله، كَمَا هُوَ الْمَأْثُور عَن السّلف، لعَلِمت يَقِينا أَنهم أكبر نصير لأكبر الْبدع المخرجة لأصحابها عَن اتِّبَاع سَبِيل الْمُؤمنِينَ، وامتنعت من الصَّلَاة خَلفهم، بل لَقلت: لَو كَانَ الإِمَام أَحْمد والحافظ البُخَارِيّ وأمثالهما من عُلَمَاء السّلف أَحيَاء لقالوا فيهم مَا قَالُوهُ فِي الجهم بن صَفْوَان. ولعلك تظن أَنِّي تغاليت فِي مَقَالَتي هَذِه، فَخذ إِلَيْك مَا ذكر فِي أكبر كتاب جمع مَذَاهِب فُقَهَاء الْمُسلمين وَهُوَ كتاب المغنى للْإِمَام ابْن قدامَة قَالَ: وَمن صلى خلف من يعلن ببدعته أَو يسكر أعَاد قَالَ: الإعلان الْإِظْهَار، وَهُوَ ضد الْإِسْرَار، وَظَاهر هَذَا أَن من ائتم بِمن يظْهر ببدعته، وَيتَكَلَّم بهَا ويدعوا إِلَيْهَا، أَو يناظر عَلَيْهَا فَعَلَيهِ الْإِعَادَة أه فَكَلَام صَاحب الْمُغنِي مُطلق عَام فِي تحتم إِعَادَة صَلَاة من صلى خلف من يعلن ببدعته، وكلامنا مُقَيّد مَخْصُوص بِمن يكفر ببدعته، أسأَل الله الْكَرِيم، رب الْعَرْش الْعَظِيم، أَن يهدينا جَمِيعًا لفهم الْقُرْآن الْكَرِيم، فإننا مَا اخْتَلَفْنَا وَلَا تفرقنا وَلَا سقطنا بَين الْأُمَم وَلَا سلطوا علينا إِلَّا بِسَبَب الْإِعْرَاض وَعدم النذير لكتاب رب الْعَالمين”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم