جاء في الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية (1/229) :
“مَسْأَلَةٌ: فِي امْرَأَةٍ
تَضَعُ مَعَهَا دَوَاءً وَقْتَ الْمُجَامَعَةِ تَمْنَعُ بِذَلِكَ نُفُوذَ الْمَنِيِّ
فِي مَجَارِي الْحَبَلِ، فَهَلْ ذَلِكَ جَائِزٌ حَلَالٌ أَمْ لَا؟ وَهَلْ إذَا بَقِيَ
ذَلِكَ الدَّوَاءُ مَعَهَا بَعْدَ الْجِمَاعِ، وَلَمْ يَخْرُجْ، يَجُوزُ لَهَا الصَّلَاةُ
وَالصَّوْمُ بَعْدَ الْغُسْلِ أَمْ لَا؟
الْجَوَابُ: أَمَّا
صَوْمُهَا وَصَلَاتُهَا فَصَحِيحَةٌ إنْ كَانَ ذَلِكَ الدَّوَاءُ فِي جَوْفِهَا، وَأَمَّا
جَوَازُ ذَلِكَ فَفِيهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَالْأَحْوَطُ أَنَّهُ لَا يُفْعَلُ،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ”
وهذا الدواء كموانع الحمل الحديثة وبعض أهل العلم يقيس موانع الحمل
على العزل المكروه فيختار الكراهة التنزيهية في هذه المسألة
وهذا القياس مع الفارق فإن العزل قد يحصل معه حمل وإنجاب بخلاف الموانع
الحديثة
وعامة أهل العلم أنه لا يجوز العزل أو استخدام الموانع خشية الفقر فإن
هذا من صنيع الجاهلية
قال الله تعالى : ( وَلَا
تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)
وقال الله تعالى : ( وَلَا
تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ
قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)
وأما كراهية الإنجاب لكثرة المشاغل أو لما يلحق المرأة من التعب أو
غيرها من الأمور فذلك الذي يدخل فيه البحث السابق وخلاف أهل العلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم