فائدة في قوله تعالى: ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال تعالى عن نبيه إبراهيم : ( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )

أقول : هذه الأوثان الْيَوْمَ قد تكون (وطنا ) أو ( مالا ) أو (شهوة ) يتواد عليها فئام من الناس وينسون العقيدة

ويتنكرون لشريعة الله أو يستثقلونها من أجل ما فيها من الولاء والبراء الذي قد يعكر على هذه المودة الزائفة

هنا يبشرهم إبراهيم أن هذه المودة على حساب العقيدة مآلها إلى عداوة وتباغض أبدي

عداوة لا ينتفعون منها بشيء بل يكونون مشتركين في العذاب ولا يواسي بعضهم بعضا كما يفعل المشتركون في العذاب في الدنيا بل كل واحد منهم يسب الآخر ويلعنه لأنه يراه قد حال دونه ودون الغاية التي لأجلها خلق

( وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ )

وقال تعالى : (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ )

الأخرى تلعن الأولى وقد كانت في الدنيا تفخر بها وتقول عنها ( حضارة ) وتترك الإيمان أو بعض مقتضياته تعصبا لها