فيشيع بعض الناس أن قوله تعالى : (أولم
يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) نزل في موت العلماء
والواقع أن الآثار الواردة عن السلف في
هذا المعنى منكرة وتخالف الثابت عنهم
قال الطبري في تفسيره 20533- حدثنا أحمد
بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال:
ذهابُ علمائها وفقهائِها وخيار أهلِها. (1)
20534- قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا
عبد الوهاب، عن مجاهد قال: موتُ العلماء
أثر ابن عباس فيه طلحة بن عمرو القناد
متروك ، وأثر مجاهد فيه عبد الوهاب بن مجاهد كذبه سفيان الثوري واتفق المحدثون على
تركه فلا يحل تصديق أخباره والمحفوظ عن مجاهد وتلاميذ ابن عباس يخالف هذا فهم
فسروه بموت أهل الأرض جميعاً عالمهم وجاهلهم
قال الطبري في تفسيره 20526- حدثنا الحسن
بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (ننقصها
من أطرافها) ، قال: موت أهلها.
20527- حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى،
عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ،
قال: الموت. (3)
20528- حدثني المثنى قال: حدثنا مسلم بن
إبراهيم قال: حدثنا هارون النحوي قال: حدثنا الزبير بن الخِرِّيت عن عكرمة، في
قوله: (ننقصها من أطرافها) ، قال: هو الموت. ثم قال: لو كانت الأرض تنقص لم نجد
مكانًا نجلسُ فيه. (4)
20529- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا
محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) ، قال: كان عكرمة
يقول: هو قَبْضُ الناس.
وإذا روي تفسير عن ابن عباس بسند فيه
متروك وثبت عن تلاميذه خلاف هذا التفسير كان دليلاً على نكارة ذاك الخبر
وقد روي عن ابن عباس في صحيفة علي بن أبي
طلحة تفسير النقصان بنقصان البركة
ورواه عبد الرزاق عن سفيان عن منصور عن مجاهد بذكر موت العلماء والفقهاء
غير أن يحيى بن القطان ووكيع خالفا عبد الرزاق وروياه بلفظ ( الموت ) فقط وعبد الرزاق له أوهام عن سفيان فهذه رواية شاذة
وروي عنه في صحيفة العوفيين الضعيفة
تفسيرها بفتوح الصحابة وإليه مال الضحاك والطبري والخلاصة أن تفسير الآية بموت
العلماء لا يصح عن السلف بل ورد بل أسانيد واهية وصح عنهم ما يخالفه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم