فأحكام سجود التلاوة كثيرة البحث فيها
معروف إلا أن الفائدة النفيسة التي لا يعلمها كثيرون أن من سجد للتلاوة خارج
الصلاة يشرع له أن يسلم تسليمة واحدة خفيفة وهذا مذهب أحمد و إسحاق بن راهوية وصح
هذا الفعل عن ابن مسعود وابن سيرين
قال حرب الكرماني في مسائله التي طبعت
حديثاً 383 – قلت لأحمد: الرجل يقرأ سجود القرآن فيسجد أيسلِّم؟ قال: نعم. قلت: تسليمة
خَفيَّة عن يمينه؟ قال: نعم.
384 – وقيل لأحمد: أيتشهد إذا قرأ السجدة؟
قال: لا. ويسلِّم.
385 – وسمعت إسحاق يقول: ” إذا رفع
رأسه من السجود كبر، ثم استوى جالسًا فسلم عن يمينه: السلام عليكم، لا يزيد على
ذلك “.
386 – حدثنا إسحاق [314] قال: أبَنا وكيع
عن شعبة عن عطاء بن السائب قال: ((كنت
أمشي مع أبي عبد الرحمن السلمي نحو الفرات
فقرأ سجدةً فأومأ بها ثم سلم تسليمةً ثم قال: هكذا رأيت ابن مسعود يفعله)).
387 – حدثنا إسحاق قال: أبَنا الثقفي عن
خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة ومحمد بن سيرين
قالا: ” إذا قرأ السجدة كبر ثم سجد، فإذا رفع رأسه كبر ” . قال
خالد: وكل شيءٍ يُدْخَل فيه بتكبيرٍ، فلا يُخْرَج منه إلا بتسليمٍ
388 – حدثنا إسحاق قال: ثنا وكيع قال: ثنا
شعبة عن الحكم عن أبي الأحوص أنه قرأ سجدةً فسجد فيها ثم سلَّم
أقول : خبر ابن مسعود إسناده صحيح كله
أئمة إلى عطاء بن يسار
فإن قيل : قد رواه الثوري عن عطاء بن
السائب دون ذكر ابن مسعود
فيقال : رواية الثوري إنما جاءت من طريق
عبد الرزاق عنه وليس عبد الرزاق بذاك الحافظ عن سفيان بل تكلموا في روايته عن
سفيان وشعبة إمام ثقة ثبت زيادته تقبل
وخبر ابن سيرين وأبي الأحوص صحاح وأثر ابن سيرين يدل على مشروعية التكبير قبله أيضاً
فخذ هذه الفائدة النفيسة واعمل بها بارك
الله لك بها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم