غفر الله لي بتعليمي الصبيان الفاتحة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 212) في ترجمة أبي منصور الخياط الإمام الزاهد: “قال السمعاني: رؤي بعد موته، فقال: غفر الله لي بتعليمي الصبيان الفاتحة. مات: في المحرم، سنة تسع وتسعين وأربع مائة“.

أقول: الخياط كان يُقرِئ الناس القرآن ويقرئ العميان مجانًا وينفق عليهم، وقد لقن الآلاف كتابَ الله عز وجل.

غير أنه في هذه الرؤيا ما ذكر إلا تعليمه للصبيان الفاتحة، فما السر في ذلك؟

السر أنك إذا فتقت لسان الصبي بالفاتحة فكنت أول من يعلمه القرآن فإنه كلما قرأ القرآن كان لك أجر.

والفاتحة تُقرأ في كل صلاة، ولذلك أغبط جدًّا من يحفِّظون الصبيان القرآن في المساجد والمعاهد.

وقد قلت لبعض أصحابي ممن له أولاد: إن استطعت ألَّا يُعلِّم أبناءَك الفاتحةَ أحدٌ قبلك فافعل، فإنك إن فعلت ذلك كلما قرأوا الفاتحة كان له أجر، والفاتحة تُقرأ في كل ركعة.

ولكل من يلقِّن الناشئة مبادئ العلوم شيء من هذا الفضل، فكثير من المتمكنين يزهدون بمبادئ العلوم مع أنها هي ما يُبنى عليه كل شيء.

ومن أرجى الأعمال أن تفتح لإنسان باب الخير ثم بعد ذلك كل ما تزوده من هذا الباب يكون في ميزان أعمالك.