قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة المزني :” وامتلأت البلاد بـ”مختصره” في الفقه وشرحه عدة من الكبار بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة بـ”مختصر” المزني ” أقول : وجود مختصر المزني في جهاز العروس له دلالات من أهمها عناية الناس في ذلك الوقت بتفقيه الناس فكتاب مختصر المزني كتاب في الفقه يشمل جميع أبوابه ويدلك هذا على أن دعوى أن الأمة كانت تحرم الكتابة على النساء فرية لا يصدقها إلا ضعيف متعجل وقد ذكر أبو سعد السمعاني في كتابه التحبير ( النسوة اللواتي كتبت عنهن ) وسرد تسعة وستين منهن وأثنى على كل واحدة منهن بما رآه منها من الخير وفي مشيخة أبي بكر المراغي المتوفى عام 816 ذكر عدة شيخات منهن عائشة بنت علي ابن عمر بن شبل بن محمود بن رافع الحميري الصنهاجي المصرية وقال عنها : شيختنا هذه مكثرةً سماعاً وشيوخاً. وفي الوفيات لأبي رافع السلامي المتوفى عام 774 :” وَفِي يَوْم السبت الْخَامِس من شهر ربيع الأول توفيت الشيخة الصَّالِحَة المسندة أم مُحَمَّد فَاطِمَة بنة عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن الْمُسلم بن كثير الدبهي الْعِرَاقِيّ” إلى أن قال : وَهِي بنت شيختنا سِتّ الْفُقَهَاء ابْنة الإِمَام تَقِيّ الدّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن عَليّ الوَاسِطِيّ وَكَانَت صَالِحَة خيرة محبَّة لتسميع الحَدِيث وَأَهله. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : 320 – سيّدة بِنْت مُوسَى بْن عثمان بْن درباس المارانيّ، أم مُحَمَّد. [المتوفى: 695 هـ] شيخة صالحة، معمَّرة، كنت أتلهّف على لقيّها، ورحلتُ إلى مصر وعلمي أنّها باقية، فدخلتُ فوجدتُها قد ماتت من عشرة أيّام. وقال الخطيب في تاريخ بغداد :” 7776 – جُمعة بنت أحمد بن محمد بن عبيد الله المحمية وتكنى أم الحسين من أهل نيسابور، قدمت بغداد، وحدثت بِها عن: أبي عمرو بن حَمدان، وأبي أحمد الحافظ، وعبد الله بن مُحمد بن عبد الوهاب الرازي، وبشر بن محمد بن ياسين، وأبي بكر الطرازي. حَدَّثَنِي عنها: أبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو الحسين محمد بن محمد الشروطي. وذكر لي الشروطي أَنَّهُ سَمِعَ منها ببغداد فِي سنة ست وتسعين وثلاث مائة، وقال لي الخلال: كَانَ أَبُو حامد الإسفراييني يُعظمها ويُكرمها” وفي ترجمة أمة السلام بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل يقول الخطيب : سَمِعْتُ الأَزْهَرِيَّ، وَالتَّنُوخِيَّ ذَكَرَا أَمَةَ السَّلامِ بِنْتَ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ فَأَثْنَيَا عَلَيْهَا ثَنَاءً حَسَنًا، وَوَصَفَاهَا بِالدِّيَانَةِ وَالْعَقْلِ وَالْفَضْلِ والأمثلة على ذلك لا تدخل في الحصر وكل ذلك مع الاحتجاب وعدم الخلوة والحفاظ على رسوم الشريعة حتى إذا كبرت الواحدة منهن وصارت في القواعد تخففت على ما أذن الله فما منعهن ذلك من خدمة الأمة بأمور شكر لهن العلماء صنيعهن فيها ، وهناك الكثيرات من المجهولات في الأرض المعروفات في السماء ممن كن سبباً تنشئة الكثير من الفقهاء والزهاد والمجاهدين وغيرهم ممن انتفعت بهم الأمة
عناية الناس بالفقه قديمًا
في
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
شارك هذا المقال: