
لسائل أن يسأل (ما علاقة الاستغفار بفتح مغلقات العلم؟).
فيقال: اقرأ قوله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً • يرسل السماء عليكم مدراراً} [نوح].
فإذا كان صيب السماء يأتي بالاستغفار فكذلك صيب العلم.
فكلاهما خير جاء من السماء وبه حياة، فالمطر فيه حياة الأرض، والعلم فيه حياة القلوب.
وقد شُبِّه العلم بالمطر في الوحي:
قال تعالى: {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين} [البقرة].
وهذا مثل ضُرب للوحي.
وقُرن بينهما في قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب • أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} [الزمر].
وجاء التشبيه صريحاً في السنة النبوية في قوله ﷺ: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا» الحديث، وهو حديث متفق عليه.
فالمغفرة معك في العلم على طول الخط، فالعلم يُنال بالاستغفار، وثمرته استغفار من في السماوات والأرض لمعلم الناس الخير.
{والذين اهتدوا زادهم هدى} [محمد] ومن مظاهر الهدى الاستغفار.
وفي الاستغفار مشاهدة للذنب، وهذا لين في القلب ينافي الكبر، وقد قال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف].
ومفهوم المخالفة يقتضي بأنَّ المتواضع المعترف بذنبه المستغفر منه أهل لأن يفهم آيات الله.