عزاء من لم يحج

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

عزاء من لم يحج

قال البخاري في صحيحه: “969- حدثنا محمد بن عرعرة، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء»“.

أقول: المقصود بهذه الأيام أيام عشر ذي الحجة التي دخلنا فيها ومِن ضِمنها يوم عرفة ويوم النحر (يوم العيد)، هذا الحديث يذكره الكثير من الفضلاء هذه الأيام غير أنه هذه السنة كان لي نظرة مختلفة لفضل هذه الأيام.

معلوم أن هذا الشهر اسمه (ذو الحجة) والحج فضله عظيم وكثير من الناس -بما فيهم محدثكم- يأخذهم الشوق أيما مأخذ لأداء مناسك الحج ولا يستطيعون لمانع من الموانع.

فكأن هذه العشر بفضلها العظيم جاءت عزاءً لمن لم يتمكن من الحج، فيفرح الحاج يوم النحر بتمام نسكه وحصول المغفرة بإذن الله، ويفرح من لم يحج بانقضاء العشر التي أدركها مع ما فيها من فضل عظيم وأجر.

ففي عيد الفطر يفرح الكل بالمغفرة والفضل اللذين كانا في شهر رمضان، واقتضت الحكمة والفضل ألا ينفرد فئة من الناس -وهم الحجاج- فحسب بالفرح بالفضل والمغفرة في عيد الأضحى والله أعلم، وإن كان فضل الحاج عظيماً.

وأحسب أن الاجتهاد في العشر علامة صدق عزيمة بسببها يوفق المرء للحج في الأعوام المقبلة.