عدنان إبراهيم والبتر من الروايات التاريخية المكذوبة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا زلنا في التعليق على خطبة بين الحسين
ويزيد لعدنان إبراهيم وقد ارتكب مخازي علمية عظيمة

فمن ذلك أنه نسب هذه الكلمات للحسين
(أما إنى والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك)

والواقع أن الحسين رضي الله لم يقل هذه
الكلمات وهي مشهورة عن الوليد بن يزيد في كتب التاريخ

وقد ذكر عدنان إبراهيم رواية فيها أن
رجلاً عند يزيد قال له ( هب لي هذه ) على فاطمة بنت الحسين فردت عليه سكينة فقال لها
لو أردنا لفعلنا فقالت له سكينة لا يكون هذا حتى تكفر بديني ودين أبي وجدي فرد عليها
يزيد بأن الذي كفر هو أبوها وأخوها فردت عليه بأنه من أهلها عرف الدين وقالت له أنت
أمير تتجرأ ( يعني تشير أنه ليس من الرجولة أن تتكلم بهذا في حق امرأة وأنت أمير )
فسكت يزيد

عدنان نقل بعض هذا ثم تباكى أن بنات الحسين
أخذن كالسبايا ولم يكمل الخسيس الرواية مع أنها مكذوبة

فتتمة الرواية أن يزيد استحى من سكينة
ولما كرر عليه ذلك الرجل طلبه شتمه يزيد ودعا عليه بالموت ثم أمر بنساء الحسين يدخلن
على نسائه فخرجت نساء معاوية ويزيد يستقبلهن بالبكاء وأقمن المناحة على الحسين ثلاثة
أيام وأن يزيد أكرمهن حتى قالت زينب ما رأيت كافراً بالله خيراً من يزيد ! وأن يزيد
جلس ثلاثة أيام لا يتغدى ولا يتعشى حتى يرسل لعلي بن الحسين يأكل معه ومرة قال لولد
علي أو ابن أخيه أتقاتل هذا الصبي على ابنه خالد فقال له أعطني سكينا وأعطي سكينا نتقاتل
فاحتضنه يزيد وقال شنشنة أعرفها من أخزم ، وأنه لما أراد علي وأخواته الرحيل ذهب إليه
يزيد ولعن عبيد الله بن زياد وقال له أنني لو كنت مكانه ما سألني الحسين شيئاً إلا
أعطيته إياه ، ثم أمر برجل شامي يصحبهم في سفرهم ، وكان حسن الصحبة جداً حتى أن بنات
الحسين أردن مكافأته على حسن صحبته فما وجدن إلا حليهن يعطينه إياه فرفض أن يقبل وقال
إنما خدمتكم لقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي هذه الرواية نفسها يقول يزيد أن الحسين
إنما غره أن أباه خير من أبي وجده خير من جدي وأمه خير من أمي ثم يعترف يزيد بهذا كله
ويعقب بأن الله يؤتي الملك من يشاء

كان واجباً على عدنان من باب الدراسة
الموضوعية كما يقال أن يذكر الرواية كاملة ولكنها تعاكس الصورة التي يريد رسمها ليزيد
بن معاوية ، ونحن لا ندافع عن يزيد حباً فيه وإنما حباً في الإنصاف

وعلى العموم هذه الرواية كلها كذب !

قال الطبري في تاريخه (قال هشام) وأما
عوانة بن الحكم الكلبى فإنه قال لما قتل الحسين وجئ بالاثقال والاسارى حتى وردوا بهم
الكوفة إلى عبيدالله فبينا القوم محتبسون إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط وفى الكتاب
خرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلى يزيد بن معاوية وهو سائر كذا وكذا يوما وراجع
في كذا وكذا فان سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الامان إن
شاء الله قال فلما كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر قد ألقى في السجن ومعه
كتاب مربوط وموسى وفى الكتاب أوصوا واعهدوا فإنما ينتظر البريد يوم كذا وكذا فجاء البريد
ولا يسمع الكتبير وجاء كتاب بأن سرح الاسارى إلى قال فدعا عبيد الله بن زياد محفز بن
ثعلبة وشمر بن ذى الجوشن فقال انطلقوا بالثقل والرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
قال فخرجوا حتى قدموا على يزيد فقام محفز بن ثعلبة فنادى بأعلى صوته جئنا برأس أحمق
الناس وألامهم فقال يزيد ما ولدت أم محفر ألام وأحمق ولكنه قاطع ظالم قال فلما نظر
يزيد إلى رأس الحسين قال يفلقن هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما ثم
قال أتدرون من أين أتى هذا قال أبى على خير من أبيه وأمى فاطمة خير من أمه وجدى رسول
الله خير من جده وأنا خير منه وأحق بهذا الامر منه فأما قوله أبوه خير من أبى فقد حاج
أبى أباه وعلم الناس أيهما حكم له وأما قوله

أمي خير من أمه فلعمري فاطمة ابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم خير من أمي وأما قوله جدى خير جده فلعمري ما أحد يؤمن بالله
واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلا ولا ندا ولكنه إنما أنى من قبل فقهه ولم يقرأ
(قل اللهم مالك الملك تؤت الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من
تشاء بيدك الحير إنك على كل شئ قدير) ثم أدخل نساء الحسين على يزيد فصاح نساء آل يزيد
وبنات معاوية وأهله وولولن ثم إنهن أدخلن على يزيد فقالت فاطمة بنت الحسين وكانت أكبر
من سكينة أبنات رسول الله سبايا يا يزيد فقال يزيد يا ابنة أخى أنا لهذا كنت أكره قالت
والله ما ترك لنا خرص قال يا ابنة أخى ما آتى إليك أعظم مما أخذ منك ثم أخرجن فأدخلن
دار يزيد بن معاوية فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن المأتم وأرسل يزيد إلى
كل امرأة ماذا أخذ لك وليس منهن امرأة تدعى شيئا بالعا ما بلغ إلا قد أضعفه لها فكانت
سكينة تقول ما رأيت رجلا كافرا بالله خيرا من يزيد بن معاوية.

أقول : وللرواية تتمة وهذه في سندها هشام
الكلبي رافضي متهم بالكذب

وقال الطبري :قَالَ أَبُو مخنف، عن الْحَارِث
بن كعب، عن فاطمة بنت علي، قالت:

لما أجلسنا بين يدي يَزِيد بن مُعَاوِيَة
رق لنا، وأمر لنا بشيء، وألطفنا، قالت: ثُمَّ إن رجلا من أهل الشام أحمر قام إِلَى
يَزِيد فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هب لي هَذِهِ- يعنيني، وكنت جارية وضيئة-
فأرعدت وفرقت، وظننت أن ذَلِكَ جائز لَهُمْ، وأخذت بثياب أختي زينب، قالت: وكانت أختي
زينب أكبر مني وأعقل، وكانت تعلم أن ذَلِكَ لا يكون، فَقَالَتْ:

كذبت وَاللَّهِ ولؤمت! مَا ذَلِكَ لك
وله، فغضب يَزِيد، فَقَالَ: كذبت وَاللَّهِ، إن ذَلِكَ لي، ولو شئت أن أفعله لفعلت،
قالت: كلا وَاللَّهِ، مَا جعل اللَّه ذَلِكَ لك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغير ديننا،
قالت: فغضب يزيد واستطار، ثُمَّ قَالَ: إياي تستقبلين بهذا! إنما خرج من الدين ابوك
وأخوك، فَقَالَتْ زينب: بدين اللَّه ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك،
قَالَ: كذبت يَا عدوة اللَّه، قالت: أنت أَمِير مسلط، تشتم ظالما، وتقهر بسلطانك، قالت:
فو الله لكأنه استحيا، فسكت، ثُمَّ عاد الشامي فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
هب لي هَذِهِ الجارية، قَالَ: اعزب، وهب اللَّه لك حتفا قاضيا! قالت: ثُمَّ قَالَ يَزِيد
بن مُعَاوِيَة: يَا نعمان بن بشير:

جهزهم بِمَا يصلحهم، وابعث معهم رجلا
من أهل الشام أمينا صالحا، وابعث مَعَهُ خيلا وأعوانا فيسير بهم إِلَى الْمَدِينَة،
ثُمَّ أمر بالنسوة أن ينزلن فِي دار عَلَى حدة، معهن مَا يصلحهن، وأخوهن معهن عَلِيّ
بن الْحُسَيْن، فِي الدار الَّتِي هن فِيهَا قَالَ: فخرجن حَتَّى دخلن دار يَزِيد فلم
تبق من آل مُعَاوِيَة امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح عَلَى الْحُسَيْن، فأقاموا عَلَيْهِ
المناحة ثلاثا، وَكَانَ يَزِيد لا يتغدى وَلا يتعشى إلا دعا عَلِيّ بن الْحُسَيْن إِلَيْهِ،
قال: فدعاه ذات يوم، ودعا عمر بن الْحَسَن بن علي وَهُوَ غلام صغير، فقال لعمر بن الْحَسَن:
أتقاتل هَذَا الفتى؟ يعني خالدا ابنه، قَالَ: لا، ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا، ثُمَّ
أقاتله، فَقَالَ لَهُ يَزِيد، وأخذه فضمه إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: شنشنة أعرفها من أخزم،
هل تلد الحية إلا حية! قَالَ: ولما أرادوا أن يخرجوا دعا يَزِيد عَلِيّ بن الْحُسَيْن
ثُمَّ قَالَ: لعن اللَّه ابن مرجانة، أما وَاللَّهِ لو أني صاحبه مَا سألني خصلة أبدا
إلا أعطيتها إِيَّاهُ، ولدفعت الحتف عنه بكل مَا استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن اللَّه
قضى مَا رأيت، كاتبني وأنه كل حاجة تكون لك، قَالَ: وكساهم وأوصى بهم ذَلِكَ الرسول،
قَالَ: فخرج بهم وَكَانَ يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حَيْثُ لا يفوتون طرفه، فإذا
نزلوا تنحى عَنْهُمْ وتفرق هُوَ وأَصْحَابه حولهم كهيئة الحرس لَهُمْ، وينزل مِنْهُمْ
بحيث إذا أراد إنسان مِنْهُمْ وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم، فلم يزل ينازلهم فِي الطريق
هكذا، ويسألهم عن حوائجهم، ويلطفهم حَتَّى دخلوا الْمَدِينَة.

وَقَالَ الْحَارِث بن كعب: فَقَالَتْ
لي فاطمة بنت علي: قلت لأختي زينب: يَا أخية، لقد أحسن هَذَا الرجل الشامي إلينا فِي
صحبتنا، فهل لك أن نصله؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا معنا شَيْء نصله بِهِ إلا حلينا،
قالت لها: فنعطيه حلينا، قالت: فأخذت سواري ودملجي وأخذت أختي سوارها ودملجها، فبعثنا
بِذَلِكَ إِلَيْهِ، واعتذرنا إِلَيْهِ، وقلنا لَهُ: هَذَا جزاؤك بصحبتك إيانا بالحسن
من الفعل، قَالَ: فَقَالَ: لو كَانَ الَّذِي صنعت إنما هُوَ للدنيا كَانَ فِي حليكن
مَا يرضيني ودونه، ولكن وَاللَّهِ مَا فعلته إلا لِلَّهِ، ولقرابتكم مِنْ رَسُولِ الله”

أقول : أبو مخنف رافضي كذاب

وقد ادعى أن يزيد نقر على ثنية الحسين
لما نقل إليه رأسه ، ثم اقتطع فاصلاً يرد فيه على ابن تيمية حيث أن ابن تيمية أنكر
هذا ، واحتج على ابن تيمية بأن المزي والذهبي ذكروه

والواقع أن الرجل يخلط فالذي نقر على
ثنية الحسين عبيد الله بن زياد في كل الروايات وابن تيمية أنكر أن يكون هذا وقع أمام
يزيد

قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم
:” فإنه حمل رأسه إلى قدام عبيد الله بن زياد (4) بالكوفة، حتى روي له عن النبي
صلى الله عليه وسلم ما يغيظه. وبعض الناس يذكر أن الرواية كانت أمام يزيد بن معاوية
بالشام،”

وقال المزي في تهذيب الكمال :” وَقَال
هشام بْن حسان، عن حفصة بنت سيرين عن أنس بْن مالك: كنت عند ابْن زياد فجئ برأس الحسين،
فجعل يقول (1) بقضيب في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا، قلت: أما إنه كَانَ أشبههم
برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ”

فهو في واد وابن تيمية في واد آخر

وقد حاول عدنان كذباً أن يدعي أن ابن
تيمية مائل لبني أمية على حساب أهل البيت

قال ابن تيمية كما في جامع المسائل
:” ومن قال: إنه إمام ابنُ إمام، فإن أراد بذلك أنه تولّى الخلافة كما تولاها
سائر خلفاء بني أمية والعباس فهذا صحيح، لكن ليس في ذلك ما يوجب مدحَه وتعظيمَه، والثناء
عليه وتقديمه، فليس كلُّ مَن تولّى أنه كان من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين،
فمجرّدُ الولاية على الناس لا يُمدحُ بها الإنسانُ ولا يستحقُّ على ذلك الثواب، وإنما
يُمدحُ ويثابُ على ما يفعلُه من العدل والصدق، والأمرِ بالمعروف والنهْي عن المنكر،
والجهاد وإقامة الحدودِ، كما يُذمُّ ويُعاقَبُ على ما يفعلُه من الظلم والكذب والأمرِ
بالمنكر والنهْي عن المعروف وتعطيلِ الحدودِ، وتضييع الحقَوق، وتعطيلِ الجهاد.

وقد سُئل أحمد بن حنبل، عن يزيد أيُكتب
عنه الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل الحرَّة ما فعل؟

وقال له ابنه: إنَّ قومًا يقولون إنا
نحب يزيد. فقال: هل يحبّ يزيد أحد فيه خير؟ فقال له: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتَ
أباكَ يلعنُ أحدًا؟

ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين،
ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو
عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في “صحيح البخاري” (1) ، ولا طِيْفَ برأسه
في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين”

وصرح ابن تيمية في مواطن عديدة أن الحسين
قتل شهيداً مظلوماً ، ووصف قتلته بالطغاة

وقال ابن تيمية أيضاً كما في رسالة رأس
الحسين :” ويزيد بن معاوية: قد أتى أمورا منكرة منها: وقعة الحرة، وقد جاء في
الصحيح عن علي رضي الله عنه عن النبي (ص) قال: (المدينة حرم ما بين عاثر إلى كذا.

من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) وقال (من أراد
أهل المدينة بسوء أماعه الله كما ينماع الملح في الماء) .

* ولهذا قيل للإمام أحمد: أتكتب الحديث
عن يزيد؟ فقال: لا، ولا

كرامة أو ليس هو الذي فعل بأهل الحرة
ما فعل؟.

وقيل له: إن قوما يقولون: إنا نحب يزيد:
فقال: وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقيل: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى
رأيت أباك يلعن أحدا.

انتهى”

ولكن عدنان قراءته لابن تيمية طفيفة جداً
وإنما ينقل من الرافضة فيقع في هذا السخف

وأيضاً حاول الطعن في العجلي لأنه وثق
عمر بن سعد بن أبي وقاص قاتل الحسين وفعلاً هذا مأخذ على العجلي

وقد قال ابن معين كيف يكون ثقة وقد قتل
الحسين ، ولم يقله تعقيباً على العجلي

ولكن الذي لا يعرفه عدنان أن العجلي وثق
مالكاً الأشتر وهو ممن ألب على عثمان فالرجل عنده تساهل عام في الباب وقد قال أحمد
في الأشتر لا يروى عنه ولا كرامة

قال أحمد في مسنده (19937) 20179- حَدَّثَنَا
عَارِمٌ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي
السُّمَيْطُ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ
الْحَيِّ ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ عُبَيْسًا أَوْ ابْنَ
عُبَيْسٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ بَنِي جُشَمٍ أَتَوْهُ ، فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ : أَلاَ
تُقَاتِلُ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ؟ قَالَ : لَعَلِّي قَدْ قَاتَلْتُ حَتَّى لَمْ
تَكُنْ فِتْنَةٌ . قَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ أُرَاهُ يَنْفَعُكُمْ فَأَنْصِتُوا . قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اغْزُوا بَنِي فُلاَنٍ مَعَ فُلاَنٍ . قَالَ
: فَصُفَّتِ الرِّجَالُ وَكَانَتِ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ لَمَّا
رَجَعُوا قَالَ رَجُلٌ : يَا نَبِيَّ اللهِ اسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ لَكَ .
قَالَ : هَلْ أَحْدَثْتَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ اسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ
لَكَ . قَالَ : هَلْ أَحْدَثْتَ ؟ قَالَ : لَمَّا هُزِمَ الْقَوْمُ وَجَدْتُ رَجُلاً
بَيْنَ الْقَوْمِ وَالنِّسَاءِ . فَقَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ . أَوْ قَالَ : أَسْلَمْتُ
. فَقَتَلْتُهُ . قَالَ : تَعَوُّذًا بِذَلِكَ حِينَ غَشِيْتُهُ بِالرُّمْحِ . قَالَ
: هَلْ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ؟ فَقَالَ : لاَ . وَاللَّهِ مَا
فَعَلْتُ . فَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ أَوْ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اغْزُوا بَنِي فُلاَنٍ مَعَ فُلاَنٍ
، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْ لُحْمَتِي مَعَهُمْ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ اسْتَغْفِرِ لِي غَفَرَ
اللَّهُ لَكَ . قَالَ : وَهَلْ أَحْدَثْتَ ؟ قَالَ : لَمَّا هُزِمَ الْقَوْمُ أَدْرَكْتُ
رَجُلَيْنِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالنِّسَاءِ فَقَالاَ : إِنَّا مُسْلِمَانِ أَوْ قَالاَ
: أَسْلَمْنَا فَقَتَلْتُهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: عَمَّا أُقَاتِلُ النَّاسَ إِلاَّ عَلَى الإِِسْلاَمِ ؟ وَاللَّهِ لاَ أَسْتَغْفِرُ
لَكَ . أَوْ كَمَا قَالَ : فَمَاتَ بَعْدُ فَدَفَنَتْهُ عَشِيرَتُهُ ، فَأَصْبَحَ قَدْ
نَبَذَتْهُ الأَرْضُ ، ثُمَّ دَفَنُوهُ وَحَرَسُوهُ ثَانِيَةً فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ
، ثُمَّ قَالُوا : لَعَلَّ أَحَدًا جَاءَ وَأَنْتُمْ نِيَامٌ فَأَخْرَجَهُ فَدَفَنُوهُ
ثَالِثَةً ، ثُمَّ حَرَسُوهُ فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ ثَالِثَةً ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ
أَلْقَوْهُ ، أَوْ كَمَا قَالَ.

احتج عدنان بهذا الحديث فقط ليثلب أي
إنسان مذكور بالصحبة وهذا الخبر فيه مبهم كما هو ظاهر في السند

وعدنان ارتكب أموراً جنونية في هذه الخطبة
فسب أخا معاوية يزيد بن أبي سفيان والرجل مات مبكراً وكان من الصالحين وقد ولاه أبو
بكر الصديق ولكن عدنان أصابه الخبل

ويقول عن يزيد ( الدعي ابن الدعي ) وهذا
قذف ليزيد ومعاوية معاً ، ولا يخبط في أنساب الناس هكذا إلا من هو فيه دخن

وهذا محمود شكري الآلوسي الشريف حقاً
وهو حسني حين قرأ كلاماً لرافضي يقذف هنداً قال :” اخسأ يا عدو الله ورسوله، أنت
وإخوانك الشياطين، فقد بؤتم بغضب الله ومقته وخرجتم من طريقة المسلمين:

ماذا تقول من الخنا وتردد … والمرء
يولع بالذي يتعود

أتظن يا لعين، ياحطب سجين، أن كل الناس
كالروافض أولاد متعة

وزنى ومنشؤهم من الفواحش والخنا، كلا
ما شارككم في ذلك أحد ولا ضاهاكم فيما هنالك إلا من كفر وجحد.

أعميت يابن الكلبة!! عن قرابة رسول الله
صلى الله تعالى عليه وسلم، فغدوت تصف من طهره الله تعالى بقبيح صفاتك، وتتكلم بما تتكلم.

ألم تعلم أن هندا -رضي الله تعالى عنها
– على ما في ” فتح الباري ” شرح صحيح البخاري هي بنت عتبة بن ربيعة بن عبد
شمس، أحد أعمام النبي عليه الصلاة والسلام.

وهي والدة معاوية، قتل أبوها ببدر، ثم
أسلمت هند يوم الفتح وكانت من عقلاء النساء، وكانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيرة

المخزومي، ثم طلقها فتزوجها أبو سفيان
فأنتجت عنده، وهي القائلة للنبي صلى الله عليه وسلم لما شرط على النساء المبابعة:
{وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} : وهل تزني الحرة؟”

أقول : إنما يغار على أنساب الحرائر أبناء
الحرائر

وقد ادعى عدنان أن نسل يزيد بن معاوية
انقطع بموت أبنائه وهذا كلام فارغ

فمن الأعلام المترجمين في تاريخ دمشق
زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر ابن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

ومن نسل معاوية ويزيد علي بن عبد الله
بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

وأمه من حفيدات علي بن أبي طالب لهذا
كان يفاخر ويقول ( أنا ابن شيخي صفين ) لأنه حفيد لعلي ومعاوية معاً ، وهذا الرجل ممن
بويع له بالخلافة وهل يزوج العلويون رجلاً مطعون في نسبه عندهم

ومن الأعلام حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان

ومنهم سعيد بن خالد بن يزيد بن معاوية
بن أبي سفيان

ومنهم عبد الله بن عمر بن حرب بن خالد
بن يزيد بن معاوية

ومنهم عتبة بن خالد بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان

وغيرهم كثير فلا أدري ما يهذي به عدنان 

وإلى اليوم هناك قبائل في عسير واليمن تنتسب إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

والأمويون الذين يجعلهم عدنان كلهم معادون
لأهل البيت متكاثرون على مدى التاريخ

قال ابن أبي شيبة في المصنف 31292- حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ ، قَالَ : حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
الْعَيْزَارِ ، قَالَ : بَيْنَمَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، إذْ
رَأَى الْحُسَيْنَ بْن عَلِيٍّ مُقْبِلاً ، فَقَالَ : هَذَا أَحَبُّ أَهْلِ الأَرْضِ
إلَى أَهْلِ السَّمَاءِ.

ذكر عدنان هذه الرواية وجعلها لعبد الله
بن عمرو فربما وهم وربما لكي لا يظهر أن ما بين الحسين وعمرو كان عامراً

والوليد هذا لا يعرف سماعه من عمرو والمتن
ليس مستبعداً

ويا ليت شعري إذا كان المؤامرة الأموية
التي يتخيلها عدنان موجودة فلم تروى هذه الأخبار ! 

واحتج بما روى مسلم  7136- [9-2779] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَمَّارٍ : أَرَأَيْتُمْ صَنِيعَكُمْ هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ فِي أَمْرِ عَلِيٍّ ، أَرَأْيًا رَأَيْتُمُوهُ ، أَوْ شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : مَا عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَلَكِنْ حُذَيْفَةُ أَخْبَرَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي أَصْحَابِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا ، فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ.

وكل ما في الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه هناك اثني عشر منافقاً تكفاهم الأمة بأن يموتوا بالدبيلة ومعاوية ومن معه ما ماتوا بهذا وما كفيت الأمة منهم بل عدنان يدعي أنهم بمؤامرة كونية أفسدوا عقيدة الأمة ، والأربعة الآخرون يبدوا أنهم سيتوبون لأنه خصص الثمانية بعدم دخول الجنة 

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم