عدنان إبراهيم بين التكذيب بالمتواترات ونشر الموضوعات والمنكرات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن عدنان إبراهيم إذا لم تعجبه الرواية
تحاذق وأعلها بما ليس علة

مثل إنكاره لأحاديث نزول المسيح وأخبار
المسيح الدجال وعذاب القبر ومثل دفعه لرواية انفرد بها الزهري عن عبيد الله عن أبي
هريرة في الرجم

ومثل طعنه على عكرمة وغيره من الرواة

ولكننا في المقابل نجده يقبل الروايات
المكذوبة ويجزم بنسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم

فمن ذلك في خطبته ميادين الخير في رمضان
احتج بالحديث التالي

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما
وحضر رمضان : « شهر بركة وخير يغشاكم الله تعالى فيه بتنزيل الرحمة ، ويحط  الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم
فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي كل الشقي من حرم رحمة الله
عز وجل

قال الشاشي في مسنده 1164 – وحدثنا الصغاني
، نا سويد بن سعيد ، نا مروان ، عن محمد بن أبي قيس ، عن عبادة بن نسي ، عن جنادة بن
أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوما
، وحضر رمضان : « أتاكم رمضان شهر بركة ، فيه خير يغشاكم الله فينزل الرحمة ويحط فيها
الخطايا ، ويستحب فيها الدعوة ، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهيكم بملائكة ، فأروا الله
من أنفسكم خيرا ، فإن الشقي كل الشقي من حرم فيه رحمة الله »

محمد بن أبي قيس هذا هو محمد بن سعيد
المصلوب على الزندقة من أشهر الكذابين

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه
: قتله أبو جعفر فى الزندقة حديثه حديث موضوع .

و قال أبو داود ، عن أحمد بن حنبل : عمدا
كان يضع .

و قال عباس الدورى عن يحيى بن معين :
منكر الحديث و ليس هو كما قالوا صلب فى الزندقة و لكنه منكر الحديث .

و قال البخارى : ترك حديثه .

و قال النسائى : الكذابون المعروفون بوضع
الحديث أربعة : إبراهيم بن أبى يحيى بالمدينة ، و الواقدى ببغداد ، و مقاتل بن سليمان
بخراسان ، و محمد بن سعيد بالشام .

و قال عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم : سمعت
خالد بن يزيد الأزرق يقول : سمعت محمد ابن سعيد الأردنى يقول : إذا كان الكلام حسنا
لم أبال أن أجعل له إسنادا

والدليل على أنه هو نفسه محمد بن أبي
قيس

ما قال و أبو جعفر العقيلى : و هم يغيرون
اسمه إذا حدثوا عنه ، مروان الفزارى

يقول : محمد بن حسان ، و محمد بن أبى
قيس ، و محمد بن أبى زينب ، و محمد بن زكريا ، و محمد بن أبى الحسن .

و قال ابن نمير : و ذكرت له رواية الكوفيين
عنه ، فقال : لم يعرفوه ، و إنما

العيب على الشاميين الذين عرفوه ثم رووا
عن هذا العدو لله ، كذاب يضع الحديث

وقد أجمعوا على كونه كذاباً فانظر كيف
عدنان يفشي هذا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبه ثم يكذب بالصدق

ومن الأحاديث التي استدل بها عدنان في
بعض خطبه

ما قال الطبراني في الأوسط 8286 – حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ اسْتَخْلَصَ
هَذَا الدِّينَ لِنَفْسِهِ، فَلَا يَصْلَحُ لِدِينِكُمْ إِلَّا السَّخَاءُ، وَحُسْنُ
الْخُلُقِ، أَلَا فَزِيِّنُوا دِينَكُمْ بِهِمَا»

لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَسَنِ
إِلَّا أَبُو عُبَيْدَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَمْرُو بْنُ الحُصَيْنٍ

وهذا انفرد به عمرو بن الحصين وهو متروك
ضعيف جداً

وادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
أن يندب الرجل وجهه بمعنى أنه يكون عليه علامة ولا أصل لذلك

واستدل مرة بحديث ما سبقكم  أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه.

وهذا الحديث لا أصل له مرفوعاً وهو خلاف
مذهب عدنان في تفضيل علي على بقية الصحابة

قال الشوكاني في الفوائد المجموعة
:” حديث: “إن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ
عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ.

رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا
وَهُوَ لا يَثْبُتُ عَنْهُ  .

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ بِلَفْظِ: ستمائة أَلْفٍ وَقَالَ: بَاطِلٌ لا أَصْلَ له.

وقد رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقٍ
أُخْرَى عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَكَذَا جَاءَ مُرْسَلا.

وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ
بِلَفْظِ: إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ.

وَقَالَ: غَرِيبٌ جِدًّا (4) .

وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ
مَسْعُودٍ بِلَفْظِ: لِلَّهِ تَعَالَى عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ مِنْ شهر رَمَضَانَ كُلَّ
لَيْلَةٍ عُتَقَاءُ سِتُّونَ أَلْفًا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ أَعْتَقَ مِثْلَ
مَا أَعْتَقَ فِي جَمِيعِ الشَّهْرِ 
“.

رَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ بِاللَّفْظِ الأول”

قال المعلمي في تعليقه :” في سنده
ناشب بن عمرو، منكر الحديث كما قال البخاري، وترى ترجمته في لسان الميزان وفيها هذا
الخبر، قال ابن حجر (فيه زيادات منكرة)”

وقد احتج عدنان بحديث البيهقي

وقال البيهقي في الشعب

4405 – أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، نا أَبِي، نا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ
الْقَيْسِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ:
مَرَّ بِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ
مُتَصبِّحَةٌ، فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: ” يَا بُنَيَّةُ قَوْمِي
اشْهَدِي رِزْقَ رَبِّكِ، وَلَا تَكُونِي مِنَ الْغَافِلِينَ، فَإِنَّ اللهَ يَقْسِمُ
أَرْزَاقَ النَّاسِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ
“..

احتج به في خطبة مكاسب السعداء

وعبد الملك هذا كذاب وعدنان غير بعض ألفاظ
الخبر

قال أبو داود في سننه 1510 – حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِىُّ – وَهَذَا حَدِيثُ مُسَدَّدٍ –
قَالاَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِىَّ قَالَ حَدَّثَنِى
أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِىُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ سَمِعْتُ نَبِىَّ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ وَقَالَ سُلَيْمَانُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- يَقُولُ فِى دُبُرِ صَلاَتِهِ « اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَىْءٍ
أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا
وَرَبَّ كُلِّ شَىْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ اللَّهُمَّ
رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَىْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَىْءٍ اجْعَلْنِى مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِى فِى
كُلِّ سَاعَةٍ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ اسْمَعْ
وَاسْتَجِبِ اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ اللَّهُمَّ نُورَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
». قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ « رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ». « اللَّهُ أَكْبَرُ
الأَكْبَرُ حَسْبِىَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ ».

استدل به في خطبته في سبيل أخوين أو
8 أبناء عم

وهو حديث ضعيف جداً واستدل به ثم بعدها
أتبع الكلام بموجة تشكيكية في كل الأحاديث الصحيحة التي تخالف مذهبه الليبرالي المتأسلم

داود الطفاوي قال عنه يحيى بن معين (
ليس بشيء ) وهذا جرح شديد

وأورد له العقيلي حديثاً وقال ( باطل
لا أصل له ) وهذا تضعيف شديد له

وقال الدارقطني :” بصري يترك

قال الترمذي في جامعه 3369 – حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا
العَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَمَّا
خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الجِبَالَ، فَقَالَ بِهَا عَلَيْهَا
فَاسْتَقَرَّتْ، فَعَجِبَتِ المَلَائِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الجِبَالِ. قَالُوا: يَا رَبِّ
هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمُ الحَدِيدُ. قَالُوا:
يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمُ النَّارُ.
فَقَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمُ
المَاءُ. قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ المَاءِ؟ قَالَ:
نَعَمُ الرِّيحُ. قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟
قَالَ: نَعَمْ ابْنُ آدَمَ، تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ
“: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ»

استدل بهذا الحديث في الخطبة الآنفة وسليمان
هذا مجهول عين والانفراد عن أنس مع كثرة أصحابه محل نكارة والترمذي ضعف الحديث 

وأيضا في خطبة ( وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه ) بهذا الحديث

قال الطبراني في الأوسط  4383 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ الْكِنَانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَشَرَ اللَّهُ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِهِ أَكْثَرَ لَهُمَا الْمَالَ وَالْوَلَدَ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: أَيْ فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ قَالَ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ فَقَالَ: أَلَمْ أُكْثِرْ لَكَ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ؟ قَالَ: بَلَى أَيْ رَبِّ قَالَ: وَكَيْفَ صَنَعْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُ لِوَلَدِي مَخَافَةَ الْعَيْلَةِ عَلَيْهِمْ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ تَعَلَمُ الْعِلْمَ لَضَحِكْتَ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتَ كَثِيرًا، أَمَا إِنَّ الَّذِي تَخَوَّفْتَ عَلَيْهِمْ قَدْ أَنْزَلْتُ بِهِمْ وَيَقُولُ لِلْآخَرِ: أَيْ فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ أَيْ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ قَالَ لَهُ: أَلَمْ أُكْثِرْ لَكَ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ؟ قَالَ: بَلَى أَيْ رَبِّ قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: أَنْفَقْتُ فِي طَاعَتِكَ، وَوَثِقْتُ لِوَلَدِي مِنْ بَعْدِي بِحُسْنِ طَوْلِكَ قَالَ: أَمَّا إِنَّكَ لَوْ تَعَلَمُ الْعِلْمَ لَضَحِكْتَ كَثِيرًا وَلَبَكَيْتَ قَلِيلًا، أَمَا إِنَّ الَّذِي وَثِقْتَ لَهُمْ بِهِ قَدْ أَنْزَلْتُ بِهِمْ»
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ، وَلَا يُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد

يوسف بن السفر متهم بالكذب وهذا حديث واضح البطلان والنكارة وأنه مختلق فكيف ينفرد رجل شامي بهذا الإسناد الكوفي بما لا يعرفه الكوفيون  

وفي خطبته اذكروني أذكركم استدل بالخبر الذي في السلسلة الضعيفة :”  6845 – ( مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش ، فقلت : من هذا ؟ ملك ؟ قيل : لا. قلت : نبي ؟ قيل : لا. قلت : من هو ؟ قال : هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطبا من ذكر الله ، وقلبه معلقا بالمساجد ،
ولم يستسب لوالديه قط ).
منكر.
أخرجه ابن أبي الدنيا في ” كتاب الأولياء ” ( 125/ 95 ) قال: ذكر عون بن ابراهيم الشامي: ذكر أحمد بن أبي الحواري: نا أبو المخارق قال: [ قال ] رسول الله صلى الله عليه وسلم:… فذكره.
قلت: وهذا إسناد معضل مظلم ؛ لا نعرف منه إلا أحمد بن أبي الحواري، وهو ثقة زاهد توفي سنة ( 246 )، وعليه يكون ( أبو المخارق ) من أتباع التابعين، أو دونهم ؛ فلا يكون حديثه إلا معضلاً، خلافاً لقول المنذري في ” الترغيب ” ( 2/228/ 7 ) – وقد ذكره عن أبي الخارق -:
” رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلاً”!
لأن ( المرسل ) في اصطلاح العلماء: هو قول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان كان يطلق أحياناً على ما هو أعم من ذلك.
ثم إن ( أبا المخارق ) هذا نكرة لا يعرف، ولم يترجمه أحد، ولا ذكروه في شيوخ ابن أبي الحواري.
وعون بن إبراهيم الشامي: لا يعرف أيضاً ؛ ولكن قد أورده ابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” ( 13/ 712 )، وذكرأنه روى عن جمع، وعنه ابن أبي الدنيا، لا غير. ثم ساق له حديثاً آخر منكراً أيضاً ؛ لكن الآفة فيه بن فوقه – كما يأتي في الحديث الذي بعده -“

وذكرت السلسلة الضعيفة لأن الألباني معتمد عند عدنان في الحديث 

وفي الخطبة نفسها ذكر هذا الخبر 

قال الطبراني في الأوسط  1740- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي, قَالَ: وَحَدَّثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ، حَدَّثَنَا مُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ يَزِيدَ, يَعْنِي ابْنَ مُعَتِّبٍ، مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ, عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم مَرَّ عَلَيْهَا وَبَيْنَ يَدَيْهَا كَوْمٌ مِنْ نَوًى, فَسَأَلَهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: أُسَبِّحُ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: لَقَدْ سَبَّحْتُ مُنْذُ قُمْتُ عَلَيْكِ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَّحْت, فَقُلْتُ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ.

وهذا الحديث على ضعفه زاد فيه عدنان ذكر أن صفية عندها أربعة آلاف نواة ولا يوجود لهذا في الخبر وإنما ذكر لمطلق النوى 

وقال الطبراني في الأوسط  6594 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ الْوَاسِطِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيُّ الْقَاضِي، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا السُّوقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ إِلَى [ص:350] الْبَزَّازِينَ، فَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، وَكَانَ لِأَهْلِ السُّوقِ وَزَّانٌ قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّزِنْ وَأَرْجِحْ» ، فَقَالَ الْوَزَّانُ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَفَى بِكَ مِنَ الْجَفَاءِ فِي دَيْنِكَ أَنْ لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَرَحَ الْمِيزَانَ، وَوَثَبَ إِلَى يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُهَا، فَجَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْهُ، وَقَالَ: «هَذَا إِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَزِنْ وَأَرْجِحْ» ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّرَاوِيلَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَهَبْتُ لِأَحْمِلَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «صَاحِبُ الشَّيْءِ أَحَقُّ بِشَيْئِهِ أَنْ يَحْمِلَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا يَعْجِزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّكَ لَتَلْبِسُ السَّرَاوِيلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، فَإِنِّي أُمِرْتُ بِالتَّسَتُّرِ، فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَسْتَرَ مِنْهُ»
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا الْأَغَرُّ، وَلَا عَنِ الْأَغَرِّ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ “

هذا استدل به في خطبته الإسلام والرقيق وفيه ابن زياد بن أنعم ضعيف وعدنان يضعف له حديث الافتراق  والراوي عنه يوسف بن يوسف متهم بالكذب وتابعه عند البيهقي رجل اسمه حفص بن  عبد الرحمن مجهول 

هذه مجرد أمثلة يسيرة وهناك أمثلة أخرى
ولكن هذا لبيان أن الرجل يخضع السنة لمزاجه وله تناقضات منهجية كبيرة في هذا لا يبصرها
إلا من لا هوى له في متابعته

فمثلاً يسفسط على أي حكم شرعي لا يعجبه
بقوله ( هذا فهم العلماء وليس الدين هذا فهمك لمراد الله وليس مراد الله حقاً )

ثم هو نفسه في الخطبة نفسها يدعي معارضة
العديد من الأحاديث للقرآن

وبإمكان معارضه أن يقول له ( هي معارضك
لفهمك أنت للقرآن فحسب ) وإلا فعلماء المسلمين من كل الطوائف لم يفهموا ما فهمته وما
كان القرآن مهجوراً فكتبت له تفاسير كثيرة جداً ثم هو الأساس الاستدلال في كلام علماء
المسلمين

وإذا كنا في كل علم سنرجع للمتخصصين فرجوعنا
لفهم العلماء على مدى ثلاثة عشر قرنا وفي أقطار متعددة ومن مدارس مختلفة أولى من الرجوع
لفهم رجل واضح أنه متأثر بثقافة غربية دخيلة ولهذا يذكر على منبره الفلاسفة الغربيون
والتجريبيون منهم أكثر مما يذكر الإمام الشافعي مثلاً أو الحسن البصري أو حتى عموم
الإسلاميين

واطلاع الرجل في الفلسفة الغربية وعلومهم
التجريبية والذي يعتبره كثير من الناس ميزة له هو الحقيقة أحد أكبر عيوبه لأن ذلك أثر
عليه سلباً في اطلاعه الشرعي بشكل عظيم

والعلوم الشرعية ليست كالثقافات الغربية
المحدثة بل هي علوم دقيقة وتحتاج لزمن طويل لفهم الكثير من الدقائق والرجل سطحي جداً
في تعامله بل أحياناً تشعر أنه يحضر المادة الشرعية من جوجل

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم