هكذا عنونت الواشنطن بوست احدى مقالاتها التي تتحدث عن عادة هولندية يحتفل بها الهولنديون سنويا في نهاية شهر نوفمبر و بداية ديسمبر
تتلخص هذه العادة في انتظار الهولنديين للقديس سينتركلاس و هو النسخة الهولندية لبابا نويل حيث يسبغون وجوجهم بالأسود و يغلظون شفافهم مع تلوينها بالاحمر و يضعون شعرا مستعارا مجعدا في إشارة إلى الخادم البهلوان الأخرق المدعو زوارت بييت Zwart piet
بينما القديس سينركلاس يعد شديدا و صارما
منذ سنوات بدأ ناشطون من أصحاب البشرة الملونة في الاحتجاج ضد هذه العادة لكن واجهوا رد فعل عنيف من الهولنديين حيث تم الاعتداء بالضرب في سنة 2001 على ناشط ارتدى قميصا كتب فيه أن عادة زوارت بييت عنصرية
كما تعرضت منظمة تابعة للأمم المتحدة وصفت هذه العادة بالتمييزية ، للإدانة الشديدة من الهولنديين و وصل المر إلى ارسالهم تهديدات بالقتل لقيادة المنظمة.
حاولت مدينة امستردام تغيير هذه العادة تدريجيا لكن المدن الأخرى تصر على الاستمرار عليها
ما يثير في الموضوع ان أحد أشهر ليبيراليي هولندا المعروف بRutte و الذي يعتبر إيقونة الليبرالية و بطلها في أوربا علق على هذا الأمر في 2014 قائلا : زوارت بييت أسود و لا يمكنني تغيير مضيفا أن أصدقاءه في جزر الأنتيل يمكنهم الاحتفال به دون الحاجة لطلاء وجوههم لأنه يلزمني العمل لأيام كي أتخلص من الطلاء على وجهي .
تنبيه :هذا المقال لن تجده في الصحف العربية بل بعضهم لما تعرض للأمر لم يذكر شيئا من الأمور التي قد تشين الشعب الهولندي في ذهن القاريء
تأمل ناشط يتم ضربه لانتقاده هذه العادة ويهدد مكتب الأمم المتحدة بتهديدات شديدة تصل إلى القتل لنقدهم هذه العادة
وعندنا يتم الحديث على الثوابت بصفاقة والدفاع عنها يقتصر على الكلام ولا يسلم المدافع من تهمة التطرّف والغُلو
لا نزال نكتشف الخداع الذي تعرض له الكثير منا