طلب الشفاعة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البخاري في صحيحه 1402 – حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِي الْإِبِلُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا هُوَ لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَأْتِي الْغَنَمُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَقَالَ وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ قَالَ وَلَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ وَلَا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ

وفي حديث الشفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم يحد له حداً فلا يتجاوزه ثم يحد حداً ثم لا يبقى في النار إلا من حبسه القرآن ويدل حديث القبضة أن ممن لم تنله الشفاعة من هو مسلم ولكن لم يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم

وعند الطبراني في الكبير :” صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي: إِمَامٌ ظَلُومٌ، وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ”

ويشهد له حديث ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) وحديث (“إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءٌ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنهُمْ على ظلمهم عهو مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ علي الحوض) في السنة لابن أبي عاصم

مجموع هذه الأحاديث يدل على أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مطلقة وأنها مقيدة بقيود وأما الله عز وجل فمغفرته مطلقة لأهل التوحيد يغفر لمن يشاء

وفي الصحيح :” مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ”

فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يرشد لنيل الشفاعة أن تدعو الله له لا أن تدعوه

ولما سأله ربيعة بن كعب الأسلمي مرافقته في الجنة لم يجبه رأساً بل قال له فأعني على نفسك بكثرة السجود فدله على عبادة الله والتقرب منه وسؤاله

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته محدودة بحدود والله عز وجل مغفرته لا حد لها مع أهل التوحيد والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه أرشد لنيل الشفاعة إلى دعاء الله تبارك وتعالى فمن الخذلان أن تترك دعاء الله عز وجل مباشرة وتذهب تدعو النبي صلى الله عليه وسلم فتبدل قولاً غير الذي قيل لك وتكون ممن يقال فيك ( لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فأساس الدعوة النبوية التوحيد والإقبال على الله عز وجل وترك الإقبال على المخلوقين والنبي صلى الله عليه وسلم في كل صلاة تصلي عليه والصلاة عليه دعاء له ، تدعو له لا تدعوه