قال الحافظ رستة الأصبهاني :
قام رجل إلى عبد الله بن المبارك فقال : يا أبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومي ؟ في تعلم القرآن أم في طلب الحديث ؟
فقال له ابن المبارك : هل تقرأ من القرآن ما تقيم به صلاتك ؟
قال : نعم .
قال ابن المبارك : فاجعله في طلب العلمِ الذي يُعرفُ به القرآن
[ حلية الأولياء ترجمة الإمام عبد الله بن المبارك ]
المقصود أن طلب الحديث ليس هجرا للقرآن بل هو طلب لتفسير القرآن لهذا تجد أن عامة منكري السنة لهم تفاسيرهم الخاصة للصلاة والصيام والزكاة والحج والحلال والحرام فيفترضون في أنفسهم الأهلية في تفسير القرآن ويجدون أتباعا مخلصين يحفظون أقوالهم وينقلونها لغيرهم ثم يَرَوْن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن وإنما هو مبلغ بلاغا غير مبين وأن أصحابه الذين زكاهم القرآن الذي يدعي المنكر الإيمان به لم يحفظوا بيانه للقرآن
أو أن الله أنزل قرآنا فيه هدى ورحمة ولم يوفق لفهمه إلا هو في القرن الخامس عشر الهجري وكل الأمة لم توفق لفهمه ولا لنقل التطبيق الصحيح له حتى في أهم المهمات
وهم يقرأون ( كُنتُم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) هذه الأمة عندهم اتفقت على عدم إنكار منكر رواية الأحاديث والتعبد لله بها وإنما كانوا يختلفون في بعض الأحاديث لا جنس الاحتجاج بالسنة