صيانة الأعراض حتى على الجناة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

عند الفقهاء إذا كان الرجل مطلوباً في جناية أو شهادة فجاء الخبر أنه مختبيء في داره أو في دار فيها نساء محارم

فإنهم يكبسون الدار ولكن انظر كيف يفعلون وكيف يراعون حرمات الناس لا ينتهكونها

قال الروياني في بحر المذهب :” قال ابن سريج: يجوز الهجوم عليه إن ثبت عند القاضي أنه متوارٍ في بيته فيبعث القاضي الأعوان والخصيان والغلمان الذين لم يبلغوا، فإن كان عنده قوة في ذلك وإلا استعان بالوالي ويبعث معهم ثقاتًا من النساء فيقدم معهن غلمان لم يبلغوا وخلفهم الخصيان ثم الأعوان من وراء ذلك، فإذا توسط النساء صحن الدار مع الغلمان أنذروا النساء الحرم بدخول الدار ليتجاوزوا إلى بيت ثم يدخل الخصيان فيفتشون الدار ويؤمر ثقةً من النساء بتفتيش النساء”

وفي عدد من كتب الشافعية الأخرى : قَالَ ابْنُ الْقَاصِّ وَغَيْرُهُ: وَيَبْعَثُ مَعَهُمْ عَدْلَيْنِ مِنْ الرِّجَالِ فَإِذَا دَخَلُوهَا وَقَفَ الرِّجَالُ فِي الصَّحْنِ وَأَخَذَ غَيْرُهُمْ فِي التَّفْتِيشِ.

تأمل هذا التدقيق والحرص صيانة لأعراض المسلمات من أن يطلع عليهن أجنبي وإن كان في أهلهن رجل عليه جناية وهن يتسترن عليه