صفة الرشد أم صفة الإرشاد ؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال علوي السقاف في كتابه صفات الله عز
وجل الواردة في الكتاب والسنة :”الرُّشْدُ

صفةٌ لله عَزَّ وجَلَّ ، وقد ثبت أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة
واغفر للمؤذنين)). ((صحيـح سنن الترمذي)) (170).

قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 97) :

((الرشيد : هو الذي أرشد الخلق إلى
مصالحهم ، فعيل بمعنى مُفْعِل ، ويكون بمعنى الحكيم ذي الرُّشد ؛ لاستقامة تدبيره
، وإصابته في أفعاله)).

قال ابن القيم في ((النونية)) (2/97) :

((وَهُوَ الرَّشيدُ فقولـه وفِعَالُهُ

وكِلاهُما حقٌ فهذا وصْفهُ

رُشْدٌ ورَبُّكَ مُرْشِدُ الحَيْرَانِ

والفعلُ للإرشادِ ذاك الثَّاني))

وقال الهرَّاس : ((قال العلامة السعدي
رحمه الله في شرحه لهذا الاسم الكريم : يعني أنَّ (الرشيد) هو الذي قولـه رُشد
وفعله كله رُشد ، وهو مُرشد الحيران الضال ، فيهديه إلى الصراط المستقيم بياناً
وتعليماً وتوفيقاً. فالرُّشد الدال عليه اسمه (الرشيد) وصفه تعالى ، والإرشاد
لعباده فعله)).اهـ.

قلت : وتسمية الله بـ (الرشيد) يفتقر إلى
دليل”

أقول : استفاد الكاتب من حديث ( اللهم
أرشد الأئمة ) إثبات صفة الرشد ، وفي هذا نظر وإنما يستفاد منها إثبات صفة الإرشاد
ففي الميزان الصرفي فعل ( أرشد ) رباعي لا يكون مصدره ثلاثياً وإنما مصدر ( أرشد )
( إرشاد )

فهي رشد يرشد رشداً

وأرشد يرشد إرشاداً ، فهذا هو الأصوب إن
صححنا الحديث والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم