شواهد لأحاديث مشهورة في سورة الفاتحة
قال البخاري في صحيحه [7404]: “حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي»” وهو في صحيح مسلم.
وقال البخاري في صحيحه [5673]: “حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو عبيد، مولى عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يُدخِل أحدا عمله الجنة» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب»” وهو في صحيح مسلم.
هذان الحديثان على شهرتهما لا يعلم كثير من الناس أن لهما شاهداً في سورة الفاتحة.
وذلك في قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}.
فبدأ بذكر الإنعام وقبله ذكر الرحمة {الرحمن الرحيم}، ثم أشار إلى المغضوب عليهم.
وحين ذكر الإنعام قال: {أنعمت عليهم} فنسب الإنعام لله عز وجل، وقبلها سئل سبحانه الهداية، فعُلم أن الأمر لا يتم إلا برحمته.
بينما عند ذكر الغضب قال {غير المغضوب عليهم} ولم يقل (الذين غضبت عليهم) مثل {أنعمت عليهم}.
فإذا نسب الإنعام إليه دل على قربه وسبقه فهو لا مكره له سبحانه وفعله الأعلى والأجل.
وما نرجوه من فضل الله عز وجل المحض أعظم مما نرجوه من أعمالنا.