المؤرخون اللادينيون يميلون إلى كون الدين طارئاً على البشر، ويعللون ظهوره في الناس بتعليلات ساذجة إلى حد؛ ولكن بعضها حجة عكسية ضدهم لو تأمَّلوا.
فتراهم يقولون على سبيل المثال: إن البشر لخوفهم من الكوارث الطبيعية لجأوا إلى الاعتقاد بإله يعصمهم من هذه الأمور.
وهذا التعليل مع ما فيه من مصادرة على المطلوب وافتراض أن الدين لا توجد عليه براهين عقلية ولا هو فطرة ولا هو حاضر منذ نشأة البشر إلا أنه قد ينعكس عليهم.
فيقال: قد قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون} [الأنعام].
فالمصائب التي تُلمُّ بالبشر أوجدها ربُّ العالمين موعظةً لهم ولكسر كبرهم ولجعلهم يلجأون إليه سبحانه وتعالى.
والبشر منذ بداية النشأة أدركوا الغائية من وجودهم وعرفوا ضعفهم ونقصهم؛ ولكن المرء منهم ينسى أو يتناسى ذلك مع مرور الوقت، فتأتيه الآفات مُرجعة له للأصل الأول.
ولذلك من تأمَّل بوجود الشر يجده دليلاً على الحكمة، لا شبهة إلحادية لو أمعن التدبر.
قال تعالى: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزِّل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير} [الشورى].