فقد رأيت من يعترض على الإمام ابن تيمية
في اعتراضه على تفسير الإيمان بالتصديق ويدعي أنه خالف إجماع اللغويين والعجيب أنه
في بحث واضح أنه استعان به بمحرك البحث جوجل يأتي بكلام الباقلاني الذي كان كلام ابن
تيمية تعقباً عليه
ومعلوم أن الباقلاني على منهج جهم في
مسائل الإيمان
وعلى العموم أود أن أنبه على شيء ، تعقب
الأئمة واسعي الإطلاع لا يكون عن طريق بحث في محرك جوجل
القول الذي ذكره ابن تيمية سبقه إليه
الزجاج وهو القول بأن الإيمان لغة تصديق وزيادة
قال الزجاج في شرح أسماء الله الحسنى
:” الْمُؤمن أصل الْإِيمَان التَّصْدِيق والثقة وَقَالَ الله عز قَائِلا {وَمَا
أَنْت بِمُؤْمِن لنا} أَي لفرط محبتك ليوسف لَا تصدقنا
وَيُقَال إِنَّمَا سمى الله نَفسه مُؤمنا
لِأَنَّهُ شهد بوحدانيته فَقَالَ تَعَالَى {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} كَمَا
شَهِدنَا نَحن
وَحكى أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ مَا آمَنت
أَن أجد صحابة أومن إِيمَانًا أَي مَا وثقت فَمَعْنَى الْمُؤمن إِذا وَصفنَا بِهِ المخلوقين
هُوَ الواثق بِمَا يَعْتَقِدهُ المستحكم الثِّقَة
وَيُقَال إِنَّه فِي وصف الله تَعَالَى
يُفِيد أَنه الَّذِي أَمن من عَذَابه من لَا يسْتَحقّهُ”
وهذا كلام لغوي والزجاج وإن أخذت عليه
مآخذ في باب الأسماء والصفات إلا أنه في باب الإيمان عليه استقامة في الجملة ومن يحتج
بهم المعترض ليسوا بأعلى منه
وتبقى مسألة نزاعية في أقصى أحوالها والتصديق
عند السلف أعم من التصديق عند المتأخرين والله تعالى أعلى وأعلم
هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم