فكلما ازداد المرء علماً في أي فن من الفنون ازداد يقيناً أن هذا القرآن من عند الله عز وجل
ذكر عالم المصريات جيمس هنري برستيد في كتابه فجر الضمير ص88 وهو يتحدث عن شعائر جنائز المصريين القدامى عند موت الملوك :” إذ يقول المحزونون على الملك السماء تبكي من أجلك والأرض تزلزل من أجلك”
وهذا أحد المتون الجنائزية المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغليفية التي لم يعرفوا كيف يقرأونها إلا قبل مدة وجيزة من الزمن
وما يبدو أنه آية لكل صاحب إنصاف قوله تعالى في فرعون :” وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19)
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29)
“
فلاحظ الآية الأخيرة ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) وقارنها بدعاوى المصريين أن السماء تبكي لموت الملك والأرض تتزلزل
فالآية ترد عليهم قولهم والآية واردة في فرعون فتأمل
زد على ذلك أن تعبير ( بكت السماء ) لا وجود له في الكتاب المقدس عند النصارى بل هو لفظ لم يوجد إلا في القرآن والآثار السلفية ( التي نصت على بكاء السماء على الرجل الصالح )
فهذه آية تاريخية ظاهرة إذ أن هذه البرديات الفرعونية لم نعرفها إلا في الزمن القريب ولم نحسن ترجمتها إلا قبل مدة وجيزة فكيف نجد عبارة تتعلق بالملوك ثم نجد الرد عليها في القرآن بنفس المصطلح بل وبنفس المناسبة وهي مناسبة موت الملك المصري ( الفرعون )
وقد ذكر صاحب هذا الكتاب فجر الضمير أن في أحد الأناشيد المصرية يظهر إله الشمس ( رع ) والملك الفرعون على أنهما نفس واحدة وشيء واحد وهذا أيضاً يؤكده ويثبت صحته القرآن من دعوى فرعون الألوهية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم