دليل على انتشار اعتقاد العلو بين السلف والرد على شبهة مشهورة للمعطلة
يتكايس بعض المعطلة على أهل السنة فيقولون كيف تقولون ( هو فوق العرش ) وتقولون أيضاً ( هو في السماء ) ويزعمون أن فيه هذا تناقضاً أو تأويلاً
ويرد عليهم بعض الناس بأن ( في السماء ) بمعنى فوق السماء كقوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) يعني على جذوع النخل
ولا حاجة إلى هذا فإن السماء في اللغة تطلق على مطلق العلو وأما السماوات فهي التي لا تطلق إلا على هذه السبع التي فوق الأرض
كقوله تعالى : ( فليمدد بسبب إلى السماء ) والمراد هنا السقف
وكقوله تعالى : ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) في النخلة والمقصود في الهواء
غير أن الفائدة اللطيفة أن العرش سمي سماء في شعر العرب الجاهلي وأقره الإسلام فمن الأبيات التي استشهد بها سيبويه في كتابه
بيت أمية بن الصلت : سَمَاءُ الإلِه فوقَ سبعِ سَمَائِيَا
جاء في كتاب شرح أبيات سيبويه لأبي محمد السيرافي المتوفى عام 385 : سماء الإله فوق سبع سمائيا
وفي شعره: فوق سِتِّ سمائيا. والذي في شعره ظاهر، لأنه يريد به: السماء السابعة، وتحتها ست سماوات. ووجه رواية الكتاب، أنه يريد بسماء الإله: العرش، والسماوات السبع تحته.
فتأمل قوله : ( يريد بسماء الإله العرش ) وهذا واضح في إثبات العلو وأنهم يعتقدون أنه فوق العرش سبحانه وما أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا تكلف أهل الصدر الأول التعقيب على هذه الأشعار بالنقض ولو أراد السماء السابعة في رواية ( ست سمائيا ) فنسبة هذه السماء إلى الإله لأنها أقرب السماوات له والخلاصة العرب تطلق كلمة السماء على مطلق العلو لذا يسمون العرش سماء وكذلك ما فوق العرش وهذه التسمية لا تنفي وجود سبع سماوات ذات صفة مخصوصة كما سمي السقف سماء وما اقتضى ذلك نفي وجود سماوات سبع ذات صفة مخصوصة لذا لا فرق بين قولهم ( في السماء ) أو ( في العلو ) أو ( فوق العرش ) ولا يتبادر إلى الذهن إلا هذا المعنى ومن نسب إلى أهل السنة غيره فقد افترى
فخذ هذه الفائدة النفيسة