دعوة نبي الله إبراهيم لم تقف عند الأمن

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم].

هذه الدعوة لنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ستراها تتكرر في مواقع التواصل بشطرها الأول فحسب: {رب اجعل هذا البلد آمنا}.

مع أن دعوته لم تقف عند هذا، بل قال بعدها: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}.

ومثل الأصنام كل ما يعبد من دون الله، من كواكب أو شجر أو قبر لرجل صالح أو نبي أو ملك.

وذلك أنه لا فائدة من الأمن الدنيوي إذا ضاع أمن الآخرة بالشرك.

قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام].

والظلم هو الشرك.

فكما يخاف المرء ممن يزعزع الأمن ينبغي أن يخاف وينفر ويهاجم من يزعزع أركان العقيدة ويُدخِل الناس في الكفر.

وكما أن أشياء كثيرة مبرَّرة في سياق (الحفاظ على الأمن)، فينبغي أن تبرَّر أمور كثيرة في سياق (الحفاظ على العقيدة).

وكما أن الناس لا يقبلون أن يوصف من يزعزع الأمن بأنه (شريك العقيدة) ويرون ذلك تهويناً، فكذلك من يدعو إلى النار لا ينبغي أن نخفف من شأنه بتسميته (شريك الوطن).

والمشاركة في فعاليات فيها دمار للعقيدة إجرام في حقك وحق أبنائك، فنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي كسر الأصنام بيده خاف على أولاده ودعا لهم أن يجنبهم الله هذا البلاء.

واليوم ترى المرء يجلب إلى بيته ما يزعمونه مواداً ترفيهيةً تحوي على كل كفر شرقي وغربي، ويتعرَّض لها الفتى من صغره ثم لا يعطيه التحصين الكافي، وبعدها يستغرب إن فسدت عقيدته وأخلاقه أو فسد عقله البتة!

ولا حول ولا قوة إلا بالله.