دعاء عبد (مقهور) !

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

كتب الدكتور سامي عامري : دعاء عبد (مقهور)!

وصلتني رسالة من شاب يقول لي إنني أتّهم الملاحدة بالجهل بالإلحاد، ظلمًا.. ولما أراد أن يهجوني اتهمني بمخالفة العقل لأنني أؤمن أنّ موسى عليه السلام قد حوّل العصا إلى حيّة، وهذا -كما يقول هذا الشاب- مخالف لمبدأ عدم التناقض (وهو أهم المبادئ العقلية)..
قلت: اللهم أدخلنا الجنّة لتحمّلنا غباوة هؤلاء (البشر).. شاب يجري إلى النار دون أن يفكّر يومًا أن يفتح كتابًا.. ولو كان مقدمة في علم المنطق.. ما علاقة مبدأ/قانون عدم التناقض law of non-contradiction بتحويل العصا إلى حيّة وبالمعجزات عامة.. لقد أجهد سبينوزا Spinoza وهيوم Hume وفلو Flew (قبل تراجعه عن الإلحاد) أنفسهم لإنكار المعجزات، ولم يقع في خلدهم أن يكون خرق الناموس الكوني نقضا لمبدأ عدم التناقض.. للأسف “البضاعة المحليّة” (مضروبة) حتى في باب الإلحاد..
هامش: مبدأ عدم التناقض يقول بامتناع إثبات محمول واحد ونفيه عن نفس الموضوع في آن واحد، ومن نفس الجهة.. والعصا ليست حيّة في نفس الآن ومن نفس الجهة حال كونها عصا؛ وإنما تحوّلت من حال العصا إلى حال الحيّة.. وهذا غير ذاك!

أقول أنا عبد الله الخليفي :

الملحد يرى تحويل العصا لحية جمعا بين النقيضين مع أنهم يؤمنون بتولد الحياة من اللاحياة بشكل تلقائي ( فالحية أصلا جماد تطور ملايين السنين )والوعي من اللاوعي واللغة من اللالغة

ملايين السنين عندهم تصنع المعجزات فتحول الأبقار لحيتان والديناصورات لطيور وشبيه القردة لإنسان وتصنع ملايين الكائنات الحية المعقدة والمتجانسة من خلية واحدة بسيطة جدا جدا جدا وكل ذلك بفعل صدف لاغائية وبدون فاعل

ورب العالمين الذي أوجد الكون غير قادر على تحويل العصا لحية- تعالى الله عما يقولون – وهو الذي أوجد الكون كله وعلى كل شيء قدير

فاعجب من هذه العقول الرديئة التي أفرطت في الإيمان بالصدفة وكفرت برب العالمين حمية على شهواتها ومهما حاولوا عقلنة الأمر فسيُفضحون في كل مرة

الجمع بين النقيضين أن تقول أن العدم أوجد الكون فتنسب للعدم فعلا وكيف يكون له فعل وهو لا شيء