خبر منشور في البي بي سي العربية والأجنبية

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جيمس واتسون: تصريحات عنصرية تجرد عالم الوراثة الشهير من ألقابه جُرّد العالم الأمريكي جيمس واتسون الحاصل على جائزة نوبل، من ألقابه التكريمية، بعد تكرار إدلائه بملاحظات تربط بين مستوى الذكاء والعرق، وتعتبر أن السود أقل ذكاء من البيض. وكان العالم الرائد في دراسات الحمض النووي، استشهد خلال برنامج تلفزيوني بوجهة نظر مفادها أن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء. وقال مختبر كولد سبرينغ هاربور إن ملاحظات العالم الذي يبلغ عمره 90 عاماً “متهورة وغير مدعومة بسند”. والمختبر، مؤسسة خاصة غير ربحية مقرها نيويورك، وتقوم بأبحاث رائدة تركز على السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم. وأصبح الدكتور واتسون مديراً لمختبر كولد سبرينغ هاربور عام 1968، ثم رئيساً له عام 1994، ومستشاراً للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن، وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن اسم واتسون أطلق على مدرسة ضمن المختبر تكريما له أقول : تصريحات هذا الكهل النوبلي لا يمكن إدانتها من منظور مادي بل هي مقتضى النظرة العلموية فإن فكرة المساواة بين الأعراق هي الغير المدعومة بأدلة علموية فالبشر مادة والمادة في نفسها غير متساوية لذا نحن أرقى من الحيوانات وأيضاً نتقبل أن تكون السلالة الفلانية من الخيول أرقى من السلالة الفلانية ومن الكلاب كذلك بل ونتقبل أننا أرقى من أسلافنا مع اشتراكم معنا بوصف البشرية فنسمي حالنا تطوراً وتحضراً ونسمي التشبه بهم رجعية وتخلف ( وهذه عنصرية ضد بشر مثلنا ومن نفس العرق ) فلماذا لا يكون هناك عرق أسمى من عرق ؟ المساواة فكرة لا يمكن أن تقوم إلا على أساس ديني أن كل البشر هنا لنفس الغاية هنا مفهوم المساواة يكون مبرراً من هذا الوجه وأما في السياق المادي فالمساواة فكرة ميتافيزيقية شأنها شأن العقيدة في الإله بل إن العقيدة في الإله عليها أدلة وبراهين قاطعة بيد أن المساواة ليست كذلك وهذا التناقض الفج في الثقافة الغربية الانسياق للسياقات المادية أمام الدين ثم التنكب لها متى ما أرادوا وإذا كانوا يفسرون الوعي تفسيرات مادية ويؤملون أن يجدوا تفسيرات مادية لأصل الحياة وأصل نشأة الكون وكل شيء فما فعله هذا النوبلي الكهل على الأصول إذ أنه أرجع تفاوت الناس لأسس مادية فكلنا مادة ومحكومون بقوانين ونحن نتفاوت فمنا الغني ومنا الفقير ومنا الذكي ومنا البليد فأرجع الأمر لتفسير جيني طرداً للأصول أم الجينات تصير قاهرة إذا تعلق الأمر بالشواذ ثم تصير لا معنى لها إذا استخدمت في تفسيرات يعتبرونها عنصرية ؟ لا مناص من كلامه إلا بالاعتراف بالإرادة الحرة المتسامية على القوانين وبالتالي نحن لسنا مجرد مادة وعليه فإثبات الغيبيات والماورائيات وعجز العلم التجريبي عن تفسير كل شيء ضرروة لا بد من الاعتراف بذلك كله وكذلك الإيمان بالخالق والتدين والغائية لا مناص منه البتة وأما هذا التفليق فمقرف ومستهين بالعقول غاية