خاب من بقرة أفقه منه !

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


قال البخاري في صحيحه [   3471 ]:

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ
فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ
إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ
سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ
عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا
مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ
السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ
ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
وَمَا هُمَا ثَمَّ

أقول : فهذه البقرة تقول ( إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ
لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ )

فعلمت البقرة لم خلقت ، وسعت في ذلك ورفضت أن تخرج عن هذا

فأنت يا ابن آدم خلقك الله عز وجل لعبادته ( وما خلقت الجن والإنس إلا
ليعبدون )

ما خلقك لعبادة غيره وما خلقك للمعصية وما خلقك للهو وما خلقك لطاعة
عدوك وعدوه إبليس الذي توعد وقال : ( أَرَأَيْتَكَ هَذَا
الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(

فخبت وخسرت إن رددت نعمة الله عليك ، وأقررت عين عدوك وعدو الله الذي
بلغ من بغضه لك أنه يعد أعظم أعماله أن يوقعك في سبب الخلود في النار

وقد قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ
الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا
يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ(

فالأنعام تعرف لم خلقت وتسبح ربها ، وأما هذا الكافر فساع في ضرر نفسه
ومبارزة ربه وأنى له في هذه الحرب النصر

قال ابن أبي شيبة في المصنف [  35358]:

 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ،
عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا
لَعَنَ إِبْلِيسَ ، سَأَلَهُ النَّظْرَةَ ، فَأَنْظَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ،
قَالَ : وَعِزَّتِكَ ، لاَ أَخْرُجُ مِنْ جَوْفِ ، أَوْ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ مَا
دَامَ فِيهِ الرُّوحُ ، قَالَ : وَعِزَّتِي لاَ أَحْجُبُ عَنْهُ التَّوْبَةَ مَا
دَامَ فِيهِ الرَّوْحُ.

فاقتنص هذه الفرصة أخي المسلم ولا تكونن بقرة أفقه منك !

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم