قال أبو نعيم في الحلية (5/210) : حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُو مُحَمَّدِ
بْنُ حَيَّانَ قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ
بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدَةَ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ،
عَنْ أَبِيهَا قَالتْ:
” قَلَّ مَا كَانَ خَالِدٌ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِ مَقِيلِهِ
إِلَّا وَهُوَ يَذْكُرُ فِيهِ شَوْقَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَإِلَى أَصْحَابِهِ مِنَ الْمهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، ثُمَّ يُسَمِّيهِمْ
وَيَقُولُ: هُمْ أَصْلِي وَفَصْلِي، وَإِلَيْهِمْ يَحِنُّ قَلْبِي، طَالَ شَوْقِي إِلَيْهِمْ،
فَاجْعَلْ رَبِّي قَبْضِي إِلَيْكَ، حَتَّى يَغْلِبَهُ النَّوْمُ وَهُوَ فِي بَعْضِ
ذَلِكَ “
أقول : هذا إسناد جيد في المقطوع فالوليد تدليسه خاص بالأوزاعي ، وعبدة
امرأة صالحة روى عنها جمع من الثقات وما استنكروا عليها شيئاً وإنما تروي ما رأت من
أبيها
هذا الرجل خالد بن معدان تابعي حمصي أدرك سبعين من الصحابة وما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم غير أن أخبار القوم اختلطت بلحمه ودمه وأنفاسه حتى صار يؤثر
لقاهم على الدنيا وما فيها من لذات ومحاب وأهل وأخوة وأصحاب
وصار ممن ينطبق عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ وَلاَ يَرَانِي ، ثُمَّ
لأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ مَعَهُمْ)
فهنيئاً تلك المحبة وهذا الشوق إذ أن المرء مع من أحب كما أخبر الصادق
المصدوق
انظر إليه إلى من يشتاق حين يكون همة غيره وشوقه وأنسه امرأة أو مال
أو جاه وكل ذلك فان ولا يتحصل إلا بألم وهم وغم ربما فاق اللذة المنشودة ، ثم لا أجر
في ذلك في الغالب ولا ثواب
أخي المسلم أختى المسلمة
كيف هو شوقكم لنبي الله صلى الله عليه وسلم ؟
أما أنه لا يشتاق له صلى الله عليه وسلم إلا من عاش معه صلى الله عليه
وسلم واتبعه في كل صغيرة وكبيرة وعرف سيرته
(أهل الحَدِيث هم أهل الرَّسُول فَإِن … لم يصحبوا نَفسه أنفاسه صحبوا)
فاصحب أنفاسه واتبعه لعلك يصيبك بعض ما أصحاب خالد بن معدان من المحبة
فتفوز إذ أن المرء مع من أحب
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم