حقائق قد تكون صادمة للبعض
ابن العطار الشافعي تلميذ النووي يلقب بمختصر النووي ترك العقيدة الأشعرية وكتب كتاباً في الاعتقاد عليه ملاحظات ولكنه مباين بشكل واضح لطريقة الأشعرية المتأخرين
قال في كتابه الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد ص52 بعد أن تكلم على تكفير القائلين بخلق القرآن ص 49 :” ويبنغي استنقاص المحرفين من العلماء ، والمغيرين العلم والمذلين له البائعين له بثمن بخس من عرض الدنيا وشهواتها
ومقتضى الكتاب العزيز والسنة النبوية تكفيرهم سواءً كانوا متعمدين أو متأولين ولا يكفر منتقصهم ولا يفسق بل هو مثاب عليه خصوصاً إذا قصد التنفير عما هم عليه وإظهار الدين والقيام به”
وهو هنا يشير لمن كان لهم التمكين في زمنه بحيث من ينتسب لمذهبهم يصيب دنيا وما هؤلاء بالمعتزلة ولا الجهمية الأولى بل الأشعرية ودليل ذلك أنه قبل هذا التقرير كان يتكلم عن كون القرآن الذي في المصحف كلام الله ، ونص في في هذا الكتاب على أن تأويل الصفات طريقة الجهمية والمعتزلة وأن علامة المبتدعة تسمية أهل السنة مشبهة وحشوية
ويساعدنا ابن قدامة في المناظرة على القرآن على فهم المقصودين من كلام ابن ابن العطار حين ينقل عن بعض الأشعرية :” قال وأنا أقول إن هذا قرآن ولكن ليس هو القرآن القديم قلت ولنا قرآنان قال نعم وأي شيء يكون إذا كان لنا قرآنان ثم غضب لما حكيت عنه هذا القول وقال له بعض أصحابنا أنتم ولاة الأمر وأرباب الدولة فما الذي يمنعكم من إظهار مقالتكم لعامة الناس ودعاء الناس إلى القول بها بينهم فبهت ولم يجب إلي ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها الا الزنادقة والأشعرية وقد امر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بإظهار الدين والدعاء اليه وتبليغ ما أنزل عليه فقال تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}”
أبو طاهر السلفي محدث كبير معمر سمع منه صلاح الدين الأيوبي الحديث وروى عنه وأما نور الدين زنكي فكان يسمع الحديث مع المقادسة
هذا المحدث المجمع عليه له منظومة في الاعتقاد يذكر فيها من أئمته ابن خزيمة وابن مندة وقبلهم أحمد ابن حنبل وكان مما قاله فيها
وأتباع ابن كلاب كلاب … على التحقيق هم من شر آل
وهذا الكلام يشمل الأشاعرة لأن عقيدتهم في القرآن وعقيدة الكلابية واحدة وإنما اختلاف في التعبير والمعنى واحد لهذا قال ابن حزم في ابن كلاب شيخ قديم للأشعرية ، وأقول بل هو أقرب للحديث والأثر من متأخريهم
قال السفاريني الذي يعتمد المشوشون قسمته الثلاثية لأهل السنة في لوامع الأنوار البهية :” قال ابن كلاب في كتبه: أخرج من الأثر والنظر من قال إنه سبحانه لا داخل العالم ” ولا خارجه” ومن كان خارجاً عن الأثر والنظر كيف يكون سنياً ونقل عنه أيضاً قوله أن هذا إعدام للإله
محمود الغزنوي ابن سبكتكين فاتح الهند ومحطم أصنامها وحكم معظم المشرق الإسلامي هذا القائد العظيم كان بلعن الأشاعرة على المنابر
قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية : (اعتمد محمود بن سبكتكين نحو هذا – من فعل القادر من نشر السنة وقمع البدعة – في مملكته، وزاد عليه بأن أمر بلعنة أهل البدع على المنابر، فلعنت الجهمية والرافضة والحلولية والمعتزلة والقدرية، ولعنت أيضاً الأشعرية .. )
والأشعرية نفسهم يقرون أنه على غير معتقدهم وينسوبنه للكرامية المجسة ( وإنما كان يحسن بهم الظن وإلا هو على اعتقاد القادر بالله )
وقد سقطت الدولة الغزنوية على يد طغربلك مؤسس الدولة السلجوقية والذي مع حربه للغزنوية كان موالياً للعباسيين وأنقذهم من البويهيين
فما موقف طغربلك من الأشعرية ؟ قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة :” فيها وقف طغرلبك السّلجوقىّ على مقالات الأشعرىّ، وكان طغرلبك حنفيّا، فأمر بلعن الأشعرىّ على المنابر، وقال: هذا يشعر بأن ليس لله فى الأرض كلام.
فعزّ ذلك على أبى القاسم القشيرىّ ، وعمل رسالة سمّاها «شكاية أهل السّنّة ما نالهم من المحنة» . ووقع بعد ذلك أمور، حتّى دخل القشيرىّ وجماعة من الأشعريّة إلى السلطان طغرلبك المذكور وسألوه رفع «4» اللّعنة عن الأشعرىّ. فقال طغرلبك:
الأشعرىّ عندى مبتدع يزيد على المعتزلة، لأنّ المعتزلة أثبتوا أنّ القرآن فى المصحف وهذا نفاه. قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزىّ رحمه الله: لو أنّ القشيرىّ لم يعمل فى هذه رسالة كان أستر للحال، لأنّه إنّما ذكر فيها أنّه وقع اللعن على الأشعرىّ، وأنّ السلطان سئل أن يرفع ذلك فلم يجب؛ ثمّ لم يذكر له حجّة، ولا دفع للخصم شبهة “.
وقال ابن رجب الحنبلي الذي اعتمدوه في موضوع المذاهب الأربعة في فتح الباري :” وهذا هو الصحيح عن أحمد، ومن قبله من السلف، وهو قول إسحاق وغيره من الأئمة.
وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية؛ لأن جهماً وأصحابه أول من أشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات، وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم، وردوا مادلت على نفيه بزعمهم، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم.
وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله اسماء ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله ورسوله.
وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك – مع كثرته وأنتشاره – من باب التوسع والتجوز، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنةوالنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملهم نصوص الامروالنهي على مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام ( ركز على هذه جيداً ) .
ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه”
هذه النقولات وغيرها كثير كان مماأ تحاشى ذكره هنا ولكن لما تكلم في هذا بعض المشوشين ورد عليهم طلبة العلم كان في ذكر هذا إكمالاً للصورة ، الكتم القديم سببه الإرهاب الحركي فإن كثيراً من الحركيين عندهم مشاريع إصلاحية يؤملون منها صلاحاً عاجلاً وقد وقع في أذهانهم أن ذكر مثل هذه الأبحاث يعيق مشاريعهم صاروا يمارسون إرهاباً شديداً على كل من يتكلم فيها وحملات تنفير منظمة حتى صار لا يسعنا الحديث في هذا إلا على جهة ردود الأفعال وحصل تسلط لأهل الباطل علماً أنه ما الفرق بين أن تأتي بفلسفة يونانية وتلبسها لبوس الشرع وتقدمها على إجماع السلف وأن تأتي بثقافة غربية وتلبسها لبوس الشرع وتقدمها على اتفاق السلف وفي الحالين تسفه السلف أو تفتح الباب لتسفيههم
وعبثا تحاول أن تفصل بين إنكار بعض الحركيين لأحاديث صحيحة وتسميته لفقه الفقهاء بفقه ( البدو ) وخروجه مع مجموعة من الصحفيين العالمانيين يسخر من فقهاء المسلمين في أمر المرأة وبعضهم كان يدخن ويضحك عبثا تحاول الفصل بين هذا وبين طرح الكثير من التنويريين وبوابات الإلحاد الْيَوْم نعم هو لم يصل لشدتهم ولكنه فتح الباب بقوة وإذا كان مثل هذا الصنيع ما منعكم من أن تروه إماماً في باب الرد على العالمانيين لرحم الحركة الذي يعظم الحسنات ويمحق السيئات فاعتبروا البحث في هذه المسائل بعلم وعدل لا يضر غيرها إن شاء الله كما احتمل أيضا بعضكم لابن حزم كلامه الغليظ في الأشعرية وتكفيره لهم بل دعواه الاتفاق على ذلك لرحم المغاربية فاعتبر ذلك من زلاته المحتملة
وكذلك عبثا تحاول الفصل بين أطروحات بعض غلاة التنويريين القائلة بنجاة اليهود والنصارى وإن لم يتبعوا نبينا وبين ترحم بعض كبار الحركيين على بابا الفاتيكان وآخر منهم على بابا الأرذوكس هنا فتح الباب والتنويريون اقتحموا فاتركونا نعمل بارك الله فيكم فعادتكم الوصول بعدما يصل المرض إلى مرحلة حرجة غاية ونحن نريد استئصال الورم مبكرا.