حقائق جديدة حول صلة « الإخوان المسلمين » بالماسونية

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قلتُ في مقالي الثورة من أجل الحرية دعوة ماسونية:

“وقال ناصر القفاري في [أصول مذهب الإثنا عشرية 3/1141]: “وهذه
الخلايا السرية تتخذ شعارات أشبه ما تكون بشعارات الماسونية فهي تارة ترفع شعار (التقريب
بين المذاهب الإسلامية)”

 أقول: إذن التقريب بين المذاهب
المنتسبة للإسلام مستوحى من المباديء الماسونية ومن أشهر قواعد التقريب بين المذاهب
المنتسبة للإسلام قاعدة الإخوان (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا
فيه) وهي مستلهمة من الماسونية ، فمحمد رشيد رضا واضعها اتصل سنده بالماسونية شعر أو
لم يشعر، عن طريق شيخه الماسوني محمد عبده، ولهذا فالسند الإخواني متصل بالماسونية
شاءوا أم أبوا.

وقد ادعى بعضهم رجوع محمد عبده عن الماسونية، وإليك حقيقة هذا الرجوع

 قال محمد رشيد رضا في [مجلة المنار
8/401]: “إن الأستاذ الإمام – رحمه الله تعالى- ترك الماسونية من زمن طويل ، وقد
أكثر أبناؤها من دعوته إلى محافلها بعد رجوعه من النفي إلى مصر فلم يجب، وأهدوا إليه
وسامًا فلم يقبله.

وقد سألته عن حقيقتها مرة فقال بأن عملها في البلاد التي وجدت فيها للعمل
قد انتهى

وهو مقاومة سلطة الملوك والباباوات الذين كانوا يحاربون العلم والحرية
وهو عمل عظيم كان ركنًا من أركان ارتقاء أوروبا ، وإنما يحافظون عليها الآن كما يحافظون
على الآثار القديمة ، ويرونها جمعية أدبية تفيد التعارف بين الناس”.

أقول: فسبب تركه لهم أن سبب انتسابه لهم قد زال وهو مقاومة الطغاة ، فالماسونية
ترفع شعار حرب الاستبداد في مصر منذ ذلك الزمن ، وأسال ذلك لعاب محمد عبده وشيخه الرافضي
جمال الدين الأفغاني ، ومات محمد عبده ولم يظهر ندماً على الاستعانة بهم في حرب الطغاة
!

 وتأمل استخدام محمد عبده لمصطلح
(الحرية)، ومحمد رشيد رضا لم يأخذ من محمد عبده علم الحديث ففاقد الشيء لا يعطيه، وإنما
أخذ عنه العقلانية الجامحة.

وهذا الاتصال التاريخي بين الماسونية ودعوة الإخوان المسلمين يفسر لنا
شغف عدد من دعاة الإخوان بالدعوة إلى (الأخوة الإنسانية) ، وهي دعوة ماسونية أيضاً.

فيرى القرضاوي أن اليهود والنصارى هم إخواننا في الإنسانية ؛ وعليه فيمكننا
أن نقول : أخونا اليهودي فلان! وأخونا النصراني علان! (انظر: نحو وحدة فكرية للعاملين
للإسلام ص81)

 وقال سيد قطب في تفسيره لسورة
آل عمران من (في ظلال القرآن): “وفي الإنفاق تحرر من استذلال المال ; وانفلات
من ربقة الشح ; وإعلاء لحقيقة الأخوة الإنسانية على شهوة اللذة الشخصية ; وتكافل بين
الناس يليق بعالم يسكنه الناس ! والاستغفار بالأسحار بعد هذا كله يلقي ظلالا رفافة
ندية عميقة”.

قال بكر بن عبد الله أبو زيد في معجم المناهي اللفظية (2/97): “إنسانية:اتسع
انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم ، ويسْتمْلِحُ الواحد نفسه
حين يقول : هذا عمل ((إنساني))، وهكذا حتى في صفوف المتعلمين ، والمثقفين ، وما يدري
المسكين أنها على معنى (( ماسونية )) وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه ؛ لأنها
ضد الدين فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.

إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا
قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا
نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾.

والخلاصة:

إنها محاربة المسلمين باسم : الإنسانية ، لتبقى اليهودية ، ويمحى رسم الإسلام
، قاتلهم الله وخذلهم .

وجزى الله الشيخ محمد قطب ، خيراً على شرحه وبيانه لهذا المذهب الفكري
المعاصر ((الإنسانية)) في كتابه النافع ((مذاهب فكرية معاصرة)) ص/589-604 فانظره فإنه
مهم . واهجر هذه الكلمة”.

أقول: فات محمد قطب أن شقيقه سيداً كان محتفياً بهذا المصطلح!”.انتهى

قلتُ هذا كله وما علمت بما قاله ثروت الخرباوي الإخواني القديم

 قال ثروت الخرباوي في كتابه سر
المعبد ص26: “انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسون والماسونيين ، وكان
مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي
، تلك الأسرار تكون مخفية إلا الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها ، وتكون هي الهيكل
، الذي يحفظ كيان الماسونية ، وعند بحثي في الماسونية استلفت نظري أن التنظيم الماسوني
يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان ، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة
في التنظيمين !!.

وعندما كنت طالباً في السنة النهائية بكلية الحقوق وقع تحت يدي طبعة قديمة
لأحد كتب الشيخ محمد الغزالي ، وإذ جرت عيني على سطور الكتاب وجدته يتحدث على أن المرشد
الثاني حسن الهضيبي كان ماسونياً !

 لم تتحمل عيني استكمال القراءة
فأغلقت الكتاب ووقعت في حيرة مرتابة ، كنت في هذه الفترة أحببت الإخوان وشغفت بتاريخهم
، وكنت في ذات الوقت منشدهاً للشيخ محمد الغزالي وخطبه وكتبه وطريقته الثائرة

 كان جيلي كله يعتبر الغزالي إمام
العصر ومرشد العقل لذلك كانت كلمات الشيخ محمد الغزالي التي اتهم فيها المرشد الثاني
حسن الهضيبي بالماسونية بمثابة الصفعة على مشاعري”.

ثم ذكر كلاماً عن بعض الإخوان حاول فيه إقناعه أن هذا الكلام قاله الغزالي
في فورة غضب!!

إلى أن قال الخرباوي في ص28: “ومرت سنوات وسنوات وهذا الموضوع من
المحرمات التي لا يجوز أن أقترب منها أو أبحث فيها ، بل إنني كنت أنظر ساخراً لمن يفتح
هذا الموضوع وأنا أقول لنفسي كيف يلتقي الدين مع اللادين كيف يلتقي الإسلام الذي تمثله
جماعة ربانية بالصهيونية التي تحارب الإسلام وتحارب جماعة الإخوان؟!

إلى أن تداخلت أحداث كثيرة في حياتي فأخذت أبحث عن الأصول الفكرية لجماعة
الإخوان كيف فكر حسن البنا في إنشاء الجماعة ؟ ولماذا ؟

 وما هي الأدوات التي أمسك الإخوان
بتلابييها لكي يحققوا هدفهم الأعظم ، وقتها وقعت بين يدي مقالات كان الأستاذ سيد قطب
قد كتبها في جريدة ((التاج المصري)) وأثناء بحثي عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان حال
المحفل الماسوني المصري وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون

 وهنا عاد ما كتبه الشيخ محمد الغزالي
في كتابه ((ملامح الحق)) إلى بؤرة الاهتمام ، خرج كتاب الغزالي من الزاوية المهجورة
داخل عقلي إلى أرض المعرفة ، الإخوان والماسونية !! عدت إلى الكتاب الذي كنت قد عزمت
على أن لا أعود إليه لأقرأ ما كتبه الشيخ فوجدته يقول في كتابه : ((إن سيد قطب انحرف
عن طريق البنا ….”.

ثم ذكر الخرباوي كلام الغزالي كاملاً

 ثم قال بعدها: “هذا هو نص
كلام الشيخ الغزالي ، لعله لم يتحسس كلماته وهو يكتب كتابه هذا إلا أنني وجدتني مضطراً
ونحن في هذا الجو الاستثنائي المشحون من تاريخ مصر إلى أن أتحسس الكلمات

 ولكن هل أنا الذي أكتب ؟ أنا فقط
أنقل ما كتبه الشيخ الغزالي وأكتب تاريخ ما لم ينكره التاريخ

هل قال التاريخ إن حسن الهضيبي وحده هو الذي كان ماسونياً ؟ أو إن سيد
قطب ارتبط معهم بصلات وكتب في صحفهم ؟ لا ، مصطفى السباعي مراقب الإخوان في سوريا كان
ماسونياً هو الآخر “

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم