حساسية اليهود من حرية التعبير !
مذيعة السي إن إن كريستيان آمانبور قالت أثناء هجومها على ترامب: “أدى برج الكتب المحترق في ليلة الكريستال إلي الاعتداء على الحقائق والمعرفة، الآن وبعد أربع سنوات من هجوم مماثل في العصر الحديث، على نفس القيم من قبل ترامب، يتعهد فريق بايدن بالعودة إلى القواعد الصحيحة”.
هي هنا قصدت تشبيه ترامب بهتلر والنازيين، لا يظهر من كلامها أي إساءة واضحة لليهود.
ومع ذلك اقرأ ما يلي:
مقدمة “سي إن إن” كريستيان آمانبور أثارت تصريحاتها ضجة بعد مقارنتها إدارة ترامب مع “ليلة البلور”.
قدمت إحدى المقدمات الكبيرات في شبكة “سي إن إن” اعتذارها بصورة علنية بعد تصريحات أثارت ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، قارنت خلالها فترة تولي الرئيس دونالد الرئاسة مع الأحداث التي وقعت في ألمانيا النازية في نهاية سنوات الثلاثين من بينها “ليلة البلور”، وهذه الليلة تعتبر إحدى الرموز المركزية لصعود النازية في ألمانيا وبداية الهولوكوست. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية بعثت رسالة رسمية إلى الشبكة الأمريكية، طالبت خلالها باعتذار من كريستيان آمانبور على تصريحاتها.
وقالت آمانبور خلال البرنامج الذي تقدمه على شاشة “سي إن إن” الإثنين الماضي “ليلة البلور التي وقعت قبل 82 عامًا كانت حدثًا بدأت فيه فظائع الهولوكوست، في برنامجي أشرت إلى هجمات الرئيس ترامب ضد التاريخ، الحقائق والحقيقة. ما كان يجب علي أن أربط الأحداث”.
وأضافت آمانبور: “عقيدة هتلر وشخصيته نفسها هم الوحيدين في التاريخ، أعتذر عن الألم الذي تسببَتْ به أقوالي. النقطة التي أردت التأكيد عليها هي أن الديموقراطية يمكنها أن تفلت منه ونحن يجب علينا الحفاظ عليها بقوة”.
وبعد الاعتذار قالت وزيرة الشتات الإسرائيلية عومر ينقلبيتش: “القدرة على طلب العفو فضيلة عظيمة. بداية الأسبوع توجهت إلى شبكة سي إن إن بطلب اعتذار المقدمة كريستيان آمانبور عن مقارنتها بين ليلة البلور وإدارة ترامب. صباح اليوم تلقينا جوابهم حول الاعتذار. في هذا الاعتذار أظهرت سي إن إن أنها تقف في الجانب الصحيح من التاريخ في النضال ضد الخطاب المعادي للسامية في الإعلام وشبكات التواصل”.
هذه المقارنة أثارت ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، خصوصًا من قِبل يهود اتهموها بمعاداة السامية. وأدانتها وزارة الخارجية الإسرائيلية في رسالتها إلى الشبكة الأمريكية وطالبت المذيعة بتقديم اعتذار علني. أيضًا طالبت رابطة مكافحة التشهير من المذيعة الاعتذار، وقالت إنه يُحظر ربط الأحداث التي وقعت في ألمانيا النازية مع الوضع في الولايات المتحدة.
أقول: مع أن كلامها واضح أنه لا يوجد فيه إساءة واضحة لليهود، وحتى الإساءة التي يمكن أن تُفهم إنما تفهم بشيء من التكلف وسوء الظن..
مع هذا كله اعتذرت، وما دافعت عن نفسها حتى إلا بتوضيح مقرون بالندم.
تأمَّل حال هؤلاء مع هذه الكلمة، ثم تجدهم يصفون الرسوم المسيئة بـ”حرية التعبير”.
ازدواجية قذرة ومثيرة للاشمئزاز.